تطورات متلاحقة تشهدها المنطقة العربية لمحاصرة استمرار الحرب الدائرة فى سوريا على مدار أكثر من عام ونصف العام فبعد إعلان ائتلاف المعارضة فى الدوحة وصل رئيسه مباشرة معاذ الخطيب إلى جامعة الدول العربية وألقى كلمة فى الجلسة الخاصة بسوريا لوزراء الخارجية العرب للمطالبة باعتراف كممثل شرعى للشعب السورى وهى الخطوة التى أعلنها مجلس التعاون الخليجى وفرنسا وفى الأفق دول أخرى، لكن يبدو أن الأسابيع المقبلة ستفجر مواقف عدة باتجاه التصعيد، وربما تجرى حرب محدودة فى المنطقة ومتوقع حسم الأزمة وتحرك أمريكى ملموس خلال الربيع المقبل. شكل اتفاق المعارضة السورية فى قطر (ائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية الطلب من الجامعة العربية الاعتراف به) جدلًا كبيرًا بين الدول العربية حيث ترى مجموعة أهمية دعم الائتلاف والاعتراف به ومجموعة أخرى ترى من الصعوبة بإمكان الاعتراف بالمعارضة السورية كممثل شرعى للشعب السورى لأنه قد تأتى أية معارضة فى أية دولة وتطالب الجامعة الاعتراف بها وتشكل بذلك سابقة خطيرة على الحكومات العربية الأعضاء فى الجامعة العربية، ولكن البعض يرى أنه سبق للجامعة العربية أن اعترفت بالمجلس الوطنى الانتقالى الليبى. وكان جورج صبرا رئيس المجلس الوطنى السورى قد أعلن فى الدوحة أن لديهم وعودًا باعتراف عدد كبير من الدول وقد يصل الشهر المقبل فى اجتماع مراكش إلى أكثر من مائة دولة، وأشار إلى أننا نطلب الاعتراف وبعد سنشكل الحكومة الانتقالية لإدارة شئون البلاد واستلام السفارات ولم نعد فى حاجة لتدخل عسكرى أو لفرض منطقة حظر جوى، الجامعة العربية تعترف بائتلاف المعارضة السورية ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السورى وممثلا شرعيا ومحاورا أساسيا مع الجامعة العربية. وقد شكل الموقف من المعارضة السورية ثلاث درجات اعتراف كامل للمعارضة كممثل شرعى للشعب فيما وافقت الدول العربية على صيغة وسط وهى ممثل شرعى غير وحيد، ثم موقف دولى بنفس الدرجة ما بين الاعتراف والترحيب، وقد أصدر وزراء الخارجية العرب قرارا بشأن الأزمة السورية مكونا من عشر نقاط أهمها: 1- الإدانة الشديدة للعنف والقتل والجرائم البشعة التى يرتكبها النظام السورى والميليشيات التابعة له «الشبيحة» ضد المدنيين واستخدامها الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع وطائرات حربية فى قصفها للأحياء والقرى والمدن الآهلة بالسكان. 2- اعتبار الجرائم والمذابح التى ترتكبها القوات النظامية السورية جرائم حرب. 3- التعبير عن القلق البالغ إزاء التردى للأوضاع الإنسانية فى سوريا وانتج عنها تبعات خطيرة خاصة نزوح ما يربو على مليونين ونصف المليون من السكان عن قراهم وتشريدهم داخل سوريا وهجرة مئات الآلاف منهم إلى الدول المجاورة هربا من شدة العنف والإبادة الجماعية. 4- العمل على تقديم كل أشكال الدعم المطلوب للشعب السورى للدفاع عن نفسه. 5- الترحيب بالاتفاق الذى توصلت إليه أطياف المعارضة السورية يوم 11/11/2012 بالدوحة برعاية كريمة من الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر وتشكيل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية والذى جاء استكمالا لمؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة بتاريخ 2و3 يوليو 2011 تحت رعاية جامعة الدول العربية ودعوة باقى التيارات المعارضة للانضمام لهذا الائتلاف حتى يكون جامعا لكل أطياف الشعب السورى دون استثناء او تفرقة وحث المنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السورى وتوثيق التواصل مع هذا الائتلاف السورى للمعارضة باعتباره الممثل الشرعى والمحاور الاساسى مع جامعة الدول العربية كما يدعو المجلس الى تقديم الدعم السياسى والمادى لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية. 6- التأكيد على الدعم الكامل لمهمة الأخضر الإبراهيمى الممثل الخاص المشترك للسكرتير العام للامم المتحدة والامين العام للجامعة العربية ودعوة الائتلاف الوطنى لقوى الثورة المعارضة السورية إلى الدخول فى حوار مكثف معه لإيجاد حل سلمى لنقل السلطة وفقا لقرارات مجلس الجامعة وما جاء فى البيان الختامى الصادر عن اجتماع مجموعة العمل الدولية فى جنيف بتاريخ 30 يونيو 2012 وذلك وفقا لجدول زمنى يعتمده مجلس الامن لنقل السلطة. 7- التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود من أجل تحقيق التوافق فى مجلس الأمن ودعوته إلى إصدار قرار بالوقف الفورى لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة حتى يكون ملزما لجميع الأطراف السورية والطلب الى رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع فى سوريا والأمين العام الذهاب الى مجلس الأمن لطرح الموقف الحالى والمطالبة بتحرك عاجل للمجلس بهذا الشأن. وبعد 12 ساعة من الاجتماع الوزارى العربى انعقد فى الرياض اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجى مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، حيث يعد الموقف الروسى العقبة أمام إصدار قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار وإلزام جميع الأطراف به تحت الفصل السابع، فيما توقعت مصادر مطلعة أن هذا الموقف إذا ما حصل سيترتب عليه تصعيد سريع لعمليات عسكرية محدودة لحسم الأزمة فى سوريا لصالح المعارضة ولا تستبعد المصادر قيام نظام الأسد بارتكاب عدوان عسكرى عشوائى فى أى مكان كما أكدت تحرك أمريكى وغربى حاسم خلال الربيع المقبل.