فى هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المعظم ومع حالة الإحباط واليأس والاكتئاب والشعور بالغربة والخوف من المستقبل وحالة الانفلات الأخلاقى والأمنى وتفاقم المشاكل فى كل أوجه الحياة على أرض مصر.. وعدم وجود بصيص أمل أتذكر دائما مقولة الإمام الشافعى رضى الله عنه «ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا.. وعند الله منها المخرج.. ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت.. وكنت أظنها لا تفرج».. وأردد دائما ما قاله الإمام أبو حامد الغزالى إمام المتصوفة «سر الوجود الصغير.. هذا الوجود الكبير.. لولاه ما قال إنى أنا العلى القدير».. إذن ما تعيشه مصر الآن وما يتعرض له المواطن من أزمات سيكون له مخرج عند الله، ولكن لن يحدث هذا إلا إذا خلصت النوايا وتوحدت الصفوف وأخلص الجميع لهذا الوطن وعملوا على رفعته بدلاً من النهش فى لحم الوطن ولأننى أثق فى أن الله لن يتركنا وأنه معنا إذا عدنا إلى رشدنا.. إذن الفرج قريب وفى الحديث القدسى لرب العزة يقول:(يابن آدم.. لا تخف من ذى سلطان ما دام سلطانى وملكى لا يزول.. لا تخف من فوات الرزق مادامت خزائنى مملوءة لا تنفد.. خلقت الأشياء كلها من أجلك وخلقتك من أجلى فسر فى طاعتى يطعك كل شىء.. لى عليك فريضة ولك على رزق فإن خالفتنى فى فريضتى لم أخالفك فى رزقك.. إن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش فى البرية ولا ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندى مذموما» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن رب العزة.. إذن فمن بين الظلام الكثيف ينبثق شعاع الأمل.. والأمل فى الله وفى أنفسنا وفى قدرتنا على العبور من هذا النفق المظلم بإرادة قوية وبصدق مع النفس وتغليب مصلحة الوطن الضيقة وبالبعد عن الاستئثار بالمغانم والسلطة.. والنظر للبسطاء فى الكفور والنجوع.. الذين ينتظرون الفرج من الله.. وبإذن الله فرجه قريب! [email protected]