الهوة التى تفصل بين مواقف كل من إسرائيل وإدارة أوباما بخصوص مسألة النووى الإيرانى ازدادت اتساعاً الأسبوع الماضى، عندما رفض كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك عن عمد الاجتماع مع نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية ورئيسة الوفد الأمريكى للمحادثات مع إيران «ويندى شيرمان» التى وصلت إلى إسرائيل مباشرة من بغداد حيث كانت المباحثات. ويقول موقع ديبكا الإسرائيلى وثيق الصلة بأجهزة المخابرات، إنه بدلاً منهما قاما بإرسال كل من رئيس مجلس الأمن القومى اللواء «احتياط» عامى درور ومدير عام وزارة الخارجية رافى باراك. ويؤكد الموقع على لسان شيرمان أن المباحثات التى شهدتها العاصمة العراقية لم تحرز أى تقدم يذكر، وأن الإيرانيين أعلنوا أنهم ليسوا فقط رافضين لوقف تخصيب اليورانيوم بدرجات منخفضة تصل من 3.5% إلى 5%، ولكنهم أيضاً رافضون لوقف تخصيب اليورانيوم لدرجة 20% وهى الدرجة العسكرية. بمعنى أن الإيرانيين يؤكدون أنهم لن يغلقوا أو يوقفوا نشاطاتهم النووية فى مفاعلهم الموجود تحت الأرض فى منطقة فورو القريبة من «قُم». وحسب الموقع الإسرائيلى فإن شيرمان قالت إن الإيرانيين لم يتزحزحوا عن موقفهم القائل بأنه قبل أى اجتماع أو مؤتمر بخصوص النووى الإيرانى يجب على الولاياتالمتحدة والدول الخمس الكبار الأخرى المشاركة (روسيا وألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا) الاعتراف بكل الحقوق لإيران كدولة موقعة على اتفاقية منع انتشار السلاح النووى NPT. بمعنى أن على هذه الدول أن تعترف بأن لإيران كامل الحق فى تخصيب اليورانيوم وأن على هذه الدول أيضاً التخلى عن موقفها القائل بضرورة أن توقف إيران نشاطاتها النووية. وكان سعيد جاليلى رئيس الوفد الإيرانى قد صرح فى بغداد بأن التقسيم الذى تنتهجه الولاياتالمتحدة، والقائل بأن هناك مجموعتين من الدول: مجموعة مسموح لها بتخصيب اليورانيوم وأخرى محظور عليها ذلك، يتناقض مع كل المواثيق الدولية الخاصة بالنشاط النووى، وأن طهران لا يمكن أن توافق على مثل هذا التقسيم. وثمة طلب إيرانى آخر تم تقديمه فى مؤتمر بغداد وهو أنه مع عقد جولات أخرى من المفاوضات قد تدوم لشهور وشهور، يبدأ الأمريكيون والأوروبيون وبالتدريج فى رفع العقوبات المفروضة على إيران وفى مقابل ذلك فإن الإيرانيين على استعداد للبدء فى الحديث عن تسوية أو حل وسط فيما يتعلق بكميات اليورانيوم المخصب الموجود لديهم بدرجة 20% وهى الدرجة العسكرية. وفى تلخيص الموقع الإسرائيلى للوضع قال إنه بعد تقرير ويندى شيرمان للقيادة السياسية والأمنية فى إسرائيل من الواضح أنه لا تغيير فى موقف الأطراف فيما يتعلق بالنووى الإيرانى: طهران بقيت على موقفها القائل بأن مسموحاً لها وسوف يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم فى الوقت الذى تبدى استعدادها فيه للتوصل إلى اتفاق بخصوص اليورانيوم المخصب بدرجة 20%، والولاياتالمتحدة تصر على أنه رغم الجمود يجب على المفاوضات أن تستمر، وإسرائيل تصر على وضع إطار زمنى للمفاوضات بين الدول الست الكبرى وبين إيران، وعلى أن تبقى على الخيار العسكرى مطروحا على الطاولة. ويضيف الموقع الإسرائيلى وثيق الصلة بالموساد أن إسرائيل تحاول أن تشرح للأمريكيين دون جدوى أنه إذا ما سُمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بدرجات منخفضة فسوف تستطيع خلال فترة قصيرة تحويل اليورانيوم المخصب لدرجة 20% العسكرية وربما 60%.