لا شك أن طرح مسألة سحب الثقة من نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى وما نتج عنها من تطور الاوضاع فى العراق وازدياد حدة الصراعات والاستقطابات بين التيارات والقوى السياسية والطائفية المختلفة له انعكاسه المباشر على مستقبل بناء نظام سياسى قوى ومستقر فى العراق. أكد د. عبد الكريم العلوجى المحلل السياسى العراقى أن سحب الثقة من المالكى وتصاعد الخلافات السياسية والطائفية بين كافة الأطراف ليس سوى إفرازات الاحتلال الأمريكى للعراق. فقد تحول الصراع إلى طائفى وليس سياسيا خاصة بعد تقسيم الدولة على أساس طائفى وعرقي من خلال ما سمى بمجلس الحكم الانتقالى، فالصراع بدأ سياسيا ثم ما لبث أن اتخذ طابع الاصطفاف الطائفى، فلم يكن لدى هؤلاء برنامج سياسى قادر على لم شمل العراقيين، بل كانوا أداة طيعة يحركها الاحتلال وإيران، وعن التفجيرات الدموية المتكررة بالعراق قال العلوجى: مع بروز أى خلاف سياسي بين القوى العراقية تظهر هذه التفجيرات وتتصدر المشهد العراقى، لكنها ليست تفجيرات عبثية، وتحدث عن تواطؤ من قبل الأجهزة الأمنية المخترقة. ويوضح أن هذه الأحداث ليست سوى مقدمات لاستبعاد كافة خصوم المالكى من المشهد السياسى بما فيهم التيار الصدرى وفتح الباب أمام المزيد من النفوذ الإيراني فى العراق، خاصة بعد الإعلان عن مشاركة ما تسمى ب «عصائب أهل الحق» فى العملية السياسية، وهو تنظيم طائفي تم تأسيسه وتدريبه فى إيران وتتولى طهران دعمه باعتراف قيادات شيعية، ويكشف المحلل السياسى والإعلامى العراقى عن معركة شيعية - شيعية يتم الإعداد لها الآن فى جنوب العراق تدور رحاها بين كافة الميليشيات التابعة للمالكي، وعلى رأسها «عصائب أهل الحق» وحزب الله العراقي من جهة والتيار الصدري والعشائر العربية المناهضة للتدخل الإيراني من جهة ثانيه مؤكدا أن قيس الخزعلي قائد «العصائب» قد ألمح إلى ذلك مؤخرا. ويرى أن الدور الإيرانى فى العراق يدخل فى منحنى خطير خاصة فى الجنوب فى بعض مناطق البصرة حيث يتم الآن رفع العلم العراقي وصور قادة إيران مثل صور الخمينى وخامنئى ونجاد وغيرهم، كذلك فإن عددا من المحلات التجارية قد أنزلت الأسماء العربية من على واجهاتها ورفعت أسماء إيرانية وشعارات مكتوبة باللغة الفارسية. واشترط المحلل السياسى أن إصلاح الوضع السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى العراق يستلزم إعادة النظر فى الدستور وتشكيل الحكومة.