شخصيات عديدة يتوقع لها المتابعون ان تبرز خلال المرحلة القادمة علي الساحة العراقية. ومن هذه الشخصيات رجل الدين الشيعي الشيخ قيس الخزعلي زعيم ومؤسس حركة المقاومة الشيعية المعروفة باسم "عصائب الحق" التي تكونت للتصدي للاحتلال الأمريكي للعراق. تثير هذه الجماعة حاليا ضجة كبيرة في العراق حيث تتعرض لاتهامات من الشيعة والسنة علي حد سواء بأنها صنيعة إيرانية وأنها لم تكن جماعة مقاومة حقيقية بل انشأتها إيران لتكون أداة من بين أدوات عديدة لدعم نفوذها في العراق. يزيد من حدة الجدل أن هذه الجماعة في الأصل كانت جزءاً من تنظيم مقاومة آخر هو جيش المهدي بزعامة رجل الدين الشاب مقتدي الصدر. وكان الخزعلي "37 سنة" بمثابة ذراعه اليمني والمتحدث باسمه وذلك قبل ان ينشق عليه وينضم إلي تنظيم يعرف باسم حزب الله العراقي. وسرت وقتها شائعات بأن الخزعلي تعرض للاغتيال علي أيدي أنصار مقتدي وبعد ذلك كون عصائب الحق مع عدد من قيادات التيارات الصدري. وكان المبرر لهذا الانشقاق هو أن جيش المهدي لم يعد أميناً علي مبادئ الإمام محمد صادق الصدر "والد مقتدي" الذي قتل في عهد صدام. وأن الصدر يتبع سياسة الملاينة مع القوات الأمريكية. لم يتوقف مقتدي عن الهجوم علي الخزعلي "وهو ضابط شرطة سابق وصل إلي رتبة نقيب قبل ان يتحول إلي رجل دين" وعلي الجماعة وعلي إيران من خلفها. ولم تنج حتي أسرة الخزعلي من الهجوم. فقد ذكر أن إيران تنفق خمسة ملايين دولار شهرياً علي الجماعة. وقال إنه ينتمي إلي أسرة عريقة في العمالة لأجهزة الأمن. حيث كان أبوه شرطياً سابقاً وتحول إلي رجل دين وتقرب إلي والده كي يكون عيناً للمخابرات عليه. وأكد أنه لن يشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموسع إذا شاركت فيه الجماعة. بمرور الوقت أصبحت الولاياتالمتحدة أكثر عداء للخزعلي مع تعدد العمليات المنسوبة إلي "عصائب الحق" وأخذ مسئولوها يؤكدون أنهم يتلقون تدريبات رفيعة المستوي علي ايدي حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني. وبدأت تلاحق هذه الجماعة في أعقاب عملية 2007 التي تميزت بدرجة عالية من التخطيط والتنفيذ وأعلنت عصائب الحق مسئوليتها عنها. وفي هذه العملية تمكن المنفذون من دخول مقر القيادة الأمريكية بمدينة كربلاء وهم يرتدون ملابس الجيش الأمريكي ويستقلون سيارة من النوع الذي تستخدمه القوات الأمريكية وقتلوا خمسة جنود أمريكيين. واعتقلته القوات الأمريكية بعد مطاردات عديدة مع شقيقه ليث -وهو رجل دين أيضا- ولم تتوقف عمليات الجماعة وحاولت إطلاق سراحه باختطاف عدد من أبناء المسئولين العراقيين أنفسهم وعدد من الرعايا الأمريكيين والبريطانيين للمساومة علي إطلاق سراح الخزعلي بلا جدوي. وفي إحدي المرات تم اختطاف خمسة بريطانيين قتل أربعة منهم عندما حاولوا الهرب. وأخيراً اطلق المالكي سراحه بناء علي اتفاق مع الأمريكيين عام 2009 مقابل إطلاق سراح الخامس. علي ان يبقي دائرة الظل. منذ مطلع العام الحالي بدأ الخزعلي يعود إلي دائرة الضوء من خلال تصريحات وأحاديث صحفية ومقابلات تليفزيونية في إشارة إلي أن الجماعة سوف تكون قوة لا يمكن تجاهلها. وعلي كثرة أحاديثه فإن أقواله لا تخرج عن التأكيد علي أنه لا ينوي العودة إلي الائتلاف مع الصدر مرة أخري. ويؤكد أيضا أن الجماعة مستعدة لإلقاء السلاح والمشاركة في العملية السياسية بعد ان أدت دورها في تحرير العراق. وسيتم ذلك شريطة ان تتحقق من اكتمال الانسحاب الأمريكي. ويرفض الخزعلي الإجابة علي أي سؤال حول علاقة عصائب الحق مع إيران وإمكانية تلقي الدعم منها. ويؤكد أن الأمر سر لا يمكن ان تؤكده الجماعة أو تنفيه. لكن المؤكد في رأيه أن الجماعة لم تتورط في أي أنشطة غير مشروعة مثلما يتهمها الصدر أو بعض الأطياف السنية. ويؤكد أن جماعته لن تنضم إلي حكومة المالكي كما اشيع في الأيام الأخيرة ولكنها ستعمل علي تشكيل جبهة معارضة. ونفي تورط جماعته في الاقتتال الطائفي الذي أودي بحياة الآلاف عامي 2006 و2007. وقال إنه ليس مطلوباً من قبل الحكومة العراقية في أي جريمة. الخزعلي من مواليد عام 1974 بمنطقة مدينة الصدر الفقيرة في بغداد ويتمتع بجاذبية كبيرة ووصف لفترة طويلة بأنه مرشح سياسي محتمل. ويميزه ارتداء خاتم كبير يحمل اسماء أئمة الشيعة الاثني عشر.