المرض لا يرحم سواء كان خفيفاً أو عضالاً.. المرض لا يرحم وخاصة عندما يكون صاحب المرض ضيّق الرزق.. قليل الحيلة.. يزيد المرض من صعوبة الحياة عندما تكون هناك أفواه جائعة تمد يدها تطلب الطعام ولا تجده مع أنه لا يعتبر رفاهية.. إنما ضرورة من ضروريات الحياة.. وهذه أسرة من ملايين الأسر الكادحة التى نراها حولنا يوميا.. أسرة حكم عليها القدر أن تعيش قهر المرض وذل الحاجة.. وتضطر إلى مد يدها طلباً للعون.. وإذا كانت الأسرة العادية فى هذا الزمن تعيش حياتها بالكاد فما بالنا بأسرة عادية وعائلة مريضة.. إنها أسرة «عبدالله» الرجل المكافح الذى عاش حياته من أجل زوجته وأولاده.. استطاع بعد معاناة شديدة أن يصل بأولاده إلى السن التى معها يستطيع كل فرد منهم أن يجد عملاً حرفياً يعيش منه وينفصل عن الأم والأب ويتركوهما للحياة وصعوبتها.. الأم تقول منذ سنوات قليلة أصبت فى حادثة طريق وأدت هذه الحادثة إلى كسر عظمة الفخذ اليمنى ودخلت المستشفى وتم تركيب شريحة ومسامير الله وحده يعلم كيف استطاع زوجى المسكين أن يوفر لى ثمن ما تحتاج إليه العملية الجراحية حتى أصبحت قادرة على الحركة وخدمته وخدمت نفسى.. حمدت الله فقد قدر ولطف.. ومرت شهور قليلة بعد إجراء العملية تحملت فيها الآلام حتى استطعت أن أقف على قدمى.. ولكن أصبت بارتفاع بدرجة الحرارة وحمى شديدة وأوجاع فى جميع أنحاء جسدى أول الأمر كان الظن أن السبب الأساسى هو إصابة الفخذ ولكن الآلام الشديدة تركزت فى ظهرى وبطنى آلام لا تطاق كانت آهاتى وآناتى تصل إلى عنان السماء.. اضطر زوجى إلى حملى للمستشفى وكان علاجى بعض المسكنات التى لم تفلح مع الآلام الشديدة.. وزاد الطين بلة عندما أصبت باحتباس بالبول وهنا طلب الطباء إجراء تحاليل وما أن ظهرت النتيجة إلا وكانت الصدمة التى لم أتحملها فقد تأكد الأطباء أننى مصابة بفشل كلوى واحتاج إلى الخضوع لجهاز الغسيل الدموى ثلاث مرات أسبوعياً وأصبحت أسيرة كرسى الغسيل الدموى الذى أجلس عليه مدة تزيد على الأربع ساعات أخرج بعدها منهوكة القوى غير قادرة على الحركة أو حتى الجلوس.. بل أظل راقدة على السرير حتى موعد الجلسة الثانية.. أصبحت غير قادرة على أن أخدم زوجى أو حتى خدمة نفسى أرى زوجى المسكين والذى يبلغ من العمر الخامسة والستين غير قادر على أن يوفر لى احتياجات المرض ومصاريف الانتقال من وإلى مركز الغسيل الدموى حتى الغذاء المطلوب صعب عليه توفير كل هذه الاحتياجات والأولاد رزقهم ضيق والمساعدات قليلة وزوجى ليس له معاش فهو كان يعمل نقاشاً وبمرور الوقت وكبر السن أصبح غير قادر على العمل واضطررنا إلى طلب العون، فهل تجد الزوجة من يقف بجوارها وجوار زوجها؟ من يرد يتصل بصفحة مواقف إنسانية.