حطمته الأيام.. طحنت عظامه.. هرست لحمه.. افترست صحته.. منذ زمن بعيد وهو يعانى من الأيام وقسوتها.. كم من مرة حاول أن يتغلب عليها وأن يقهرها.. ولكنها تغلبت عليه وقهرته.. منذ زمن بعيد حاول أن يتعلم ليقهر ظروفه إلا أنه لم يستطع والده غير قادر على مساعدته ليتعلم وكيف؟ وهما ينتميان لأسرة تعيش تحت خط الفقر لا تجد قوتها ولقمتها بسهولة.. وهو صبى عمل فى أية مهنة وجدها فى طريقه.. إلى أن استطاع أن يعمل عاملاً باليومية بإحدى المصالح الحكومية وبالرغم من قسوة الأيام فإنه فكر كما يفكر أى شاب فى الزواج.. ولكن ما استطاع توفيره قليل ولا يستطيع أن يواجه به متطلبات الزواج، ولكن كان الله معه ووافقت الأم أن يعيش فى حجرة صغيرة مع الأسرة.. كان يعانى الكثير ليوفر لقمة العيش لزوجته وأطفاله الذى رزقه الله بهم.. كثيرا ما كان يشعر بالإحباط والضجر عندما يجد من حوله يعيشون فى سهولة ويسر.. ولكنه كان يستغفر الله ويؤكد أنه راض بما قسم الله له به.. وكان يدعو الله ليل نهار أن يرزقه الصحة والستر من أجل الأولاد..جاهد من أجل لقمة العيش سنوات وسنوات.. ولكن شعور القهر وضيق ذات اليد فى مواجهة متطلبات الأولاد جعله بعد وقت ليس بالقليل يشعر بالمرض فهناك آلام شديدة تنتشر فى جميع أنحاء جسده النحيل.. لم يخبر أحداً بما يعانى.. يتألم فى صمت فليس للزوجة والأطفال أى ذنب لكى يتحملوا شكواه.. أسابيع وهو يكتم آلامه.. ولكن الزوجة شعرت عندما ارتفعت درجة حرارة جسده ورأته وهو غير قادر فى الصباح على الخروج للعمل إلا بعد معاناة شديدة سألته انكر.. ولكن لم يستطع مواصلة الإنكار لساعات فقد اشتدت الآلام اصطحبته الزوجة إلى الوحدة الصحية وصف الطبيب الدواء ولكن الحالة تزداد سوءاً ومع ارتفاع درجة الحرارة شعر بانتفاض جسده وأصيب بنوبات قىء حاولت الزوجة مساعدته ولكنها لم تفلح وبدأت تظهر على ساقيه آثار تورم ولم تجد أمامها إلا أن تصطحبه إلى المستشفى العام والتى تبعد أكثر من 40 ك.م عن قريتها التى يعيشون بها.. قام الأطباء بفحصه وإجراء تحاليل أثبتت أنه مصاب بفشل كلوى ويحتاج إلى إجراء عملية غسيل كلوى ثلاث مرات أسبوعيا.. وكانت رحلة قاسية صعبة عليه وعلى أسرته رحلة معاناة من قريته إلى المستشفى، حيث وحدة الغسيل الكلوى وأصبح ما يتقاضاه من المصلحة الحكومية التى يعمل بها لا يكفى لمواجهة متطلبات مرضه وانتقاله لوحدة الغسيل الكلوى وأيضاً مواجهة احتياجات أولاده الأربعة ومتطلبات دراستهم دخله لا يتعدى 300 جنيه واضطر إلى إرسال خطاب يطلب المساعدة فهل يجد من يمد له يد العون؟ من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.