عجز.. مرض.. أولاد.. فقر.. كل هذه الكلمات عندما تكون مجتمعة فهى تؤدى لا محالة إلى ذل.. ألم، وخاصة عندما يكون رب الأسرة هو المصاب بالمرض.. ويصبح غير قادر على العمل ليوفر لأسرته قوت يومها.. هذه حالة من آلاف الحالات التى تعانى هو رجل يبلغ من العمر 56 عاماً.. رجل يعيش فى إحدى القرى منذ فتح عينيه على الحياة وهو يرى أباه يكافح ويجاهد ويحمل الفأس على كتفه ويخرج مع نسمات الفجر الأولى للعمل.. اضطر وهو مازال فى الثامنة من عمره أن يخرج إلى العمل مع أبيه ليوفر رغيف عيش لنفسه ولأخواته كانت حياة كلها مشقة وتعب.. ولكن ماذا يفعل؟.. لا يستطيع أن يتكلم أو حتى يتمرد عليه فقط أن يكد ويكدح إلى أن صار شابا يحتاج إلى أن يعيش حياته مثل أقرانه وجيرانه وأهله.. جاء وقت كان فى حاجة إلى أن يبنى بيتاً ويتزوج وافقت عليه بنت الحلال.. فهى مثله فى كل شىء.. ولذلك كانت راضية بما قسم الله لها به وعاش حياة حلوة أحياناً ومرة كثيرا ورزقه الله بالبنين والبنات وكلما رزق بواحد زاد من عمله وحرص على عدم التهاون حتى يستطيع أن يوفر لهم لقمة العيش ولكن دوام الحال من المحال.. فقد بدأ يشعر بالتعب والوهن.. كان يحاول ألا يُشعر الزوجة بأنه يتألم حتى لا تطلب منه أن يستريح ولو ليوم واحد فهو يعلم جيدا أنه لن يستطيع أن يوفر ما يسد به الأفواه والبطون الجائعة يوما بعد يوم حتى وصل به الحال إلى عدم استطاعته الحركة بسبب كثرة الآلام التى داهمته حاولت الزوجة بشتى الطرق مساعدته للتغلب عليها، ولكن الحالة تدهورت به وأصيب بارتفاع بدرجة الحرارة ونوبات قىء متكرر، بل زاد الأمر سوءا عندما تورمت قدماه وأصبح غير قادر على الوقوف واضطرت الزوجة إلى الاستدانة من الأهل وحملته إلى المستشفى العام وبدأت رحلة العذاب.. فقد طلب الطبيب إجراء تحاليل وعندما عادت بها طلب أشعة على المسالك البولية والتى أثبتت أنه مصاب بفشل كلوى وأن علاجه الوحيد كما قال الطبيب هو الغسيل الدموى ثلاث مرات أسبوعيا، وهكذا أصبح لا حول له ولا قوة.. فهو لا يستطيع العمل مرة أخرى وعلى الزوجة والأولاد مساعدة الأب فى محنته، ولكن الأولاد كان كل واحد منهم قد بدأ حياته وكوّن أسرة.. كل واحد منهم مد يده لمساعدة أبيه وأمه، ولكن مع الأيام وتزايد الأسعار أصبحوا غير قادرين على مواصلة تقديم المساعدة أو تحمّل مسئولية مرض الأب.. والرجل المسكين يعيش تحت ضغط المرض والحاجة ودخله لا يتعدى 120 جنيها من وحدة التضامن الاجتماعى وأرسل يطلب المساعدة فهل يجد؟