الإقبال الضئيل من الجماهير للمشاركة فى عمليات التصويت على مرشحى مجلس الشورى لا يجب أن نفهمه «كما يردد رجال حزب الحرية والعدالة فى برامج الفضائيات» على أنه إشارة من الشعب تحمل لنا رسالة بأن الشعب لا يريد مجلس الشورى.. صحيح أن الإقبال الضئيل على التصويت يحمل إشارة ورسالة تحتاج منا أن نركز لنفهمها ونستوعب مضمونها لكن ليس معناها كما يقولون... إقبال الجماهير الضئيل على التصويت فى مجلس الشورى يكشف عن حالة من حالتين. إما حالة ملل وزهق خنقت حماس الناس الذى كان وقت التصويت على مرشحى مجلس الشعب أو أن الشارع المصرى أصيب بحالة نكوص ارتد فيها الناس إلى ماكانوا عليه قبل 25 يناير من عزوف عن المشاركة فى الحياة السياسية بأى شكل.. وهى حالة تنذر بخطر كبير.. لأنها لا تعنى فقط تخلى البسطاء فى بلدنا عن الاستمرار فى الأحلام وإنما تعنى إنفراد فصيل واحد بالتواجد أمام صناديق الاقتراع فى أية انتخابات قادمة «انتخابات الرئاسة مثلاً».. وذلك يعنى أننا عدنا من جديد إلى قديمنا «أيام النظام المخلوع». .. ولن يكون هناك جديد غير أن رجال النظام السابق دخلوا السجون، وحل محلهم رجال نظام جديد مستنسخ منهم.. جديدهم الوحيد أنهم وجوه قد تنجح فى الاستحواذ على ثقة الجماهير وتمرر على حياتنا ما خططه «الطرف الرابع». لأنه لم يكن من الممكن تمريره بوجوه النظام السابق المحروقة! بالمختصر المفيد. مطلوب آراء من القائمين على أمر إدارة البلد ومن المتجمعين فى ميدان التحرير أو غيره من ميادين مصر. يتجاوز كل المطروح من أقاويل.. من أول «حكومة طره» التى مازالت تدير مصر الى القول بان امريكا واسائيل على أن اى مصر ومابينهما من دعاوى اضراب عام أو عصيان مدنى أو غيره.. المطلوب منا البحث الفورى عما جعل الشارع المصرى يصاب بالنكوص.. هل صدمتهم نتائج مجلس الشعب؟.. هل شعر البسطاء بذكائهم الفطرى بحقائق نجهلها أعادة الأمور فى تقديرهم إلى حالة «كما كنت»؟!