«الكلمة جسد مهترئ ضاجعة الكاتب والصحفى وشيخ الجامع»... هذه الكلمات التى قالها يوماً الشاعر العربى الكبير نزار قبانى باتت الوصف الأدق اليوم لحال الاعلام فى مجتمعاتنا.. هذا الاعلام الذى جعل الشباب يرى ان ثورته التى أبهرت العالم بحاجة إلى ثورة ثانية. تردد الكلام عنها حتى قبل وقوع مجزرة مباراة الاهلى والمصرى، هذا الاعلام ايضا هو المسئول عن حالة «الارتداد» التى سيطرت على احساس رجل الشارع العادى فأعادته إلى إنعزاله فجاءت نسبة المشاركة الجماهيرية فى انتخابات الشورى ضئيلة جداً.. ..غير صحيح نهائياً ان الاقبال الضئيل على انتخابات الشورى معناه ان الناس تريد الغاء هذا المجلس.. وحتى لا يتصور احد اننى منحاز.. ..انا لا أبرئ اداء الحكومة او أداء المجلس العسكرى من المسئولية لكنى أنبه أن اداء الحكومة واداء المجلس العسكرى عندما تتسلط عليه آلة الاعلام «التى باتت كما قلت تطابق وصف شاعرنا الكبير نزار قبانى» هذا الاداء يبقى مخنوقاً بالتشويش.. دعوتنا الملحة الآن الى مراجعة الأداء الاعلامى لا تعنى أننا ندعو إلى فرض قيود او اننا نريد إعلاما تحت السيطرة لكن دعوتنا هى تأكيد على حق المواطن فى ان يعرف ممن هو يعرف مايحتاج اليه من معلومات فى هذا الوقت الحرج.. ظلم يرقى إلى درجة الخيانة عندما نترك املنا البسطاء امام شاشات دون ان نوفر لهم ما يجعلهم على وعى «لازم يعرفوا مين اللى بيقول لهم قبل ان يسمعوا منه فى هذه الفضائيات».. ..ان تبقى عقول البسطاء من أهلنا جسدا مباحاً ينتهكه اى موقع الكترونى أو اى فضائية فى اى وقت.. هذه الجريمة نتحمل جميعاً عار السكوت عنها. هذا الدور من الممكن ان نقوم به منظمات أهلية محايدة إذا كانت هناك حساسية من قيام الاعلام الحكومى به.