لو إنت جاى على بور سعيد.. اكتب لأمك وصية .. لأنك هاتموت أكيد.. هاتموت ومالكش دية.. هذه الكلمات الحقيرة التى استبق بها «النسور الخضراء» لقاء المصرى ضد الأهلى تؤكد أن مجزرة بور سعيد تم الإعداد لها.. أى مع سبق الإصرار والترصد. إن ما حدث فى بور سعيد هو فصل جديد من فصول المؤامرة على مصر الثورة.. فكانت البداية بالوقيعة بين المسلمين والمسيحيين.. ثم الانتقال بها بين الليبراليين والتيار الإسلامى.. ثم إشعالها بين الإخوان والسلفيين.. وفى فصل من أخطر فصولها بين شباب الثورة والمجلس العسكرى وبذلك تكتمل حلقات المؤامرة بإيقاع شركاء الثورة فى الفتنة التى تستهدف إسقاط الثورة وإسقاط الدولة. لم تكن بورسعيد هذه المدينة صاحبة التاريخ الوطنى العظيم إلا مسرحاً لفصل جديد من فصول هذه المؤامرة.. والتى ستنكشف خيوطها عما قريب ليطفئ الله ناراً أوقدوها كما أطفأها قبل ذلك فى كل فصولها.. فمصر التى حماها الله شعباً وجيشاً لن ينال منها شيطان. فصول المؤامرة واضحة للعيان.. ولا ينبغى التعامل معها كقطيع من العميان.. نعم أصبحت المرارة فى كل النفوس.. والحزن فى كل القلوب.. وتحول احتفالنا بمولد سيد الخلق إلى مأتم.. وأصبحت مصر كلها سرادق عزاء كبيرا.. ولكن علينا أن نلملم جراحنا.. وأن نستعد.. فقد تكون هناك فصول أخرى أشد ألماً على شعب بورسعيد أن يثبت ويؤكد هذه البراءة.. وأن يبادر بتعويض أسر الشهداء من ماله الخاص والعام.. وأن يتقبل برضا عقوبات واجبة على الدولة أن تتخذها ضد النادى المصرى.. حتى ولو كانت الشطب من سجلات اتحاد الكرة.. فالحزن وتقديم واجب العزاء لا يشفيان غليل شعب.