«مصر هبة النيل» قالها المؤرخ العظيم هيردوت قديماً.. ولأن هذا النهر الخالد هو شريان الحياة لهذه البلاد.. ومصدر الروح لها.. قامت الحضارة المصرية القديمة على ضفاف النيل.. وكان سر السعادة والحياة للمصرى القديم.. وكان هذا النهر على مدى التاريخ القديم والحديث مصدر قدسية واحترام وإجلال لكل من حكم هذه البلاد.. وإذا كانت الفتاة التى تلقى فى النيل من أجمل فتيات مصر لتكون قرباناً وعروساً للنيل ليجرى ويفيض فى ربوع مصر ويجلب لها الخير.. وهى العادة التى منعها عمرو بن العاص عندما فتح مصر.. لذلك ارتبط كل حكام مصر فى التاريخ الحديث والقديم بالنيل.. ومن لم يهتم بالنيل كان له الخزى والعار.. وفى العصر الحديث كان محمد على باشا الذى اهتم اهتماماً كبيراً بنهر النيل.. فهو الذى حول مجرى النيل وأقام هو وأبناؤه من بعده القناطر والأهوسة على النيل وشق الترع ومنها ترعة المحمودية وترعة الإسماعيلية وترعة الإبراهيمية وهو الذى نظم الدورة الزراعية وأدخل زراعة القطن فى مصر.. ومن هنا كانت نهضة مصر الحديثة.. فالقائد الذى يذكر فى التاريخ من حكام مصر لابد أن يرتبط بنهر النيل.. وكذلك فعل الزعيم جمال عبد الناصر عندما ارتبط بأفريقيا كلها وبدول حوض النيل وقام ببناء السد العالى وأقام بحيرة ناصر لتكون رمزاً خالداً ولتحتجز المياه خلف السد.. واهتم محمد على وعبد الناصر بالملاحة النهرية.. أما الحكام الذين لم يهتموا بالنيل وأهملوا دول حوض النيل مثل السادات ومبارك.. فلم يكن الخير حليفهم.. لذلك نتمنى من مرشحى الرئاسة وما أكثرهم أن يقدموا لنا برامج ومشروعات وفكراً جديداً حول ما سيقدمونه لنا حول النيل.. فمن يرد منهم أن يكون خالداً فلن يكون له الخلود إلا إذا عمل عملاً عظيماً يأخذ منه البركة والحياة سوى بعمل عملاق يكون فيه نهر النيل فى جملة مفيدة.. فالنوايا الطيبة والكلمات المعسولة حول النيل لن تفيد.. لذلك نطالب مرشحى الرئاسة أن يكون لهم تصور حول النيل.. وماذا سيفعلون لهذا النهر الخالد الذى هو شريان الحياة والنماء لمصر.. ولتكن مباراة بينهم لمن يقدم البرامج والمشاريع للنهر الخالد.. مصدر الحياة لشعب مصر.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.