سفينة الحياة تسير بالأسرة فى بحر هادىء.. سماء صافية.. شمس ساطعة.. قد تعلو أمواج البحر قليلًا.. قد تظهر بعض الغيوم.. ولكن كل ذلك سرعان ما يهدأ.. الربان يسيطر على دفة الحياة ليصل بركاب السفينة إلى بر الأمان تتذكر الزوجة الشابة حياتها التى عاشتها مع ربان سفينتها وتقول الحياة معه كانت طويلة، بالرغم من قصر المدة التى عشتها معه كانت طويلة لأنها كانت كلها سعادة مع أن متاعب الحياة كانت كبيرة تزوجته وسافرت معه من قريتى فى إحدى محافظات شمال الدلتا إلى محافظة ساحلية بالجنوب حيث لقمة العيش التى كان يجاهد من أجلها وقفت بجواره ساعدته لكى تعيش الأسرة حياة مستقرة سنوات قليلة عشناها معا لم تتعد ست سنوات رزقنا الله فيها بثلاثة من الأبناء وكانت أحلامه كبيرة وطموحاته أكبر.. كان أكثر ما يتمنى أن يرى أطفاله الصغار قد أصبحوا شباب متعلمين وكان يسعى لذلك بكل ما يستطيع ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ولكن فجأة تعلو أمواج الحياة وتتلاطم.. وتملأ الغيوم سماء الحياة.. وتغيب الشمس ويغيب معها الزوج ويترك الأسرة بدون سند أو معين ويتحرك الركب الحزين من محافظة إلى محافظة وتعود الزوجة إلى قريتها وهذه المرة أرملة وحيدة مع أطفالها أكبرهم لم يتعد السادسة من عمره وأصغرهم طفلة فى شهورها الأولى.. ووجدت الأرملة الحزينة نفسها وحيدة وعليها أن تدير هى دفة الحياة.. وتصبح مسئولة مسئولية كاملة عن التركة الثقيلة التى تركها لها الزوج الراحل لتحملها الزوجة على أكتافها.. سنوات من الشقاء طحنت عظامها وافترست صحتها وأصابها المرض بسبب ما أصابها من الهموم وقلة الحيلة.. وكما تقول ليس لنا معاش.. حاولت أن أعمل لأربى أطفالى كما كان يريد زوجى الراحل عملت فى شراء وبيع الملابس والأقمشة كنت اتنقل من بيت إلى بيت وأنا أحمل حقيبة ثقيلة على رأسى وأحمل طفلة الصغيرة على يدى.. وكان الحمل ثقيلًا وأصبت بأنزلاق غضروفى بفقرات الرقبة بسبب الأحمال الزائدة وأصبحت غير قادرة على العمل وتوفير لقمة العيش لأطفالى حاولت البحث عن عمل ولكن للأسف لا أجد ولا أجد من يقف بجانب أطفالى.. الأخوة والاهل والجيران كل منهم يجرى على قوت يومه ويحصلون عليه بصعوبة بالغة، وبالتالى لا استطيع أن أطلب منهم المساعدة.. فهل أجد من أهل الخير أصحاب القلوب الرحيمة من يساعدنى ويساعد أطفالى وصفحة مواقف انسانية بدورها تناشد أهل الخير مساعدة أم الأيتام فى تربيتهم واستكمال مسيرة الحياة بهم من يرغب يتصل بصفحة مواقف انسانية.