الحياة حلوة جميلة كلها مباهج تجذب الإنسان.. تجعله يعشقها ويتمنى أن يحياها بحلوها ومرها.. ولكن هناك الكثيرون الذين يذوقون مرها أكثر من حلوها.. وتصبح حلوقهم مرة مرارة العلقم.. و«ماجدة» واحدة من هؤلاء.. منذ أكثر من عشر سنوات كانت لم تبلغ بعد العشرين من عمرها تقدم لها عريس يعمل نقاشاً.. كان رزقه حسب أحوال العمل والسوق.. تزوجته وعاشت معه على الحلوة والمرة.. كان يمسك الدفة بيده يوجه سفينة الحياة لتصل بالأسرة إلى بر الأمان وكانت دائما تقف تساعده من أجل أطفال قادمين وكان أولهم قد وصل ليقف معها داخل السفينة نعم كان الدخل قليلاً لأيام وربما معدوماً لأيام أخرى ولكنه كان موجوداً بالحب والحنان والمودة.. ورزقهما الله بطفلة جميلة وما هى إلا شهور أربعة بعد مولدها.. تستيقظ الأم من الأحلام على حقيقة مرة فقد تركها السند والمعين.. تركها فى السفينة وحيدة وعليها أن تواجه الحياة بدونه.. وأن تمسك بزمام الحياة بنفسها أول الأمر جلست لا حول لها ولا قوة غير مصدقة.. غير قادرة، ولكنها لم تجد أمامها سوى أن تعمل لتعول أسرتها، فليس هناك أحد تستطيع أن تعتمد عليه.. أما والد الزوج فهو رجل كفيف مسن والأم لا حول لها ولا قوة وأخت الزوج معاقة تحتاج لمن يقف بجوارها.. الزوج المتوفى ليس له معاش فلم يكن مؤمن عليه.. وهى لا تملك أى قسط من التعليم.. لم تتعلم أية مهنة.. ذهبت لوزارة التضامن الاجتماعى واستطاعت أن تحصل على معاش ضمان اجتماعى لا يتعدى 120 جنيها شهريا.. اضطرت إلى ترك شقتها لعدم قدرتها على دفع الإيجار.. ذهبت لتعيش وطفلاها مع أسرة زوجها المتوفى، ولكنها تقول إن حالتهم يرثى لها ودخلهم قليل.. والحياة صعبة.. من يرد مساعدة الأرملة وطفليها يتصل بصفحة مواقف إنسانية.