سفينة الحياة تسير به وبأسرته فى بحر هادئ.. لم يكن يعكر صفوه سوى بعض المشاكل وإن كانت سرعان ما يستطيع أن يحلها ويسيطر على السفينة ويقودها إلى بر الأمان.. هو رب أسرة، زوجة وثلاثة من الأطفال الصغار.. وهو سعيد بهذه الأسرة إلا أن بحر الحياة بدأت أمواجه ترتفع حتى وصل بالسفينة إلى حافة الهاوية.. إلى الغرق.. هو يعمل عاملاً زراعياً لدى الغير.. يكافح من أجل أن تعيش أسرته.. يوفر لهم لقمة العيش بالكاد ولذلك كانت الزوجة تحاول أن تساعده بتربية بعض الدواجن وبيعها فى السوق أو العمل فى بعض الأوقات لدى بعض الأسر كمساعدة لهم.. لم تشتك أبداً بسبب ضيق ذات اليد فهى تعلم جيداً ما يقوم به من أجل أسرته.. وفى غمرة البحث عن لقمة العيش لم تلحظ الزوجة أن «أبو العيال» يتألم ويضع يده كثيراً على ظهره وكأنه يسنده حتى لا يسقط.. وفى إحدى الليالى استيقظت على صوته وهو يتأوه، نظرت إليه فوجدت وجهه أصفر اللون يكسوه العرق ويحاول أن يتماسك ولكنه بدأ يبكى من الألم ثم تعالت صرخاته فهو يشعر بآلام لا تطاق وأصيب بنوبات قىء، حاولت أن تساعده ولكنها لم تكن تعلم ماذا تقدم له سوى كوب من الشاى فقد يساعده لعلها نزلة برد بسبب العمل والمجهود الذى يبذله فى الأرض.. لم يستطع أن يذهب إلى العمل فى اليوم التالى.. نصحه الأهل والزوجة بالنوم وعدم الإجهاد.. ظل هكذا يومين ولكن لم يحل ظلام الليلة التالية إلا وكانت آلامه لا تطاق وصراخه يشق سكون الليل.. لم يحتمل شدة الآلام ولم ينتظر بزوغ الفجر طلب من زوجته وأهله حمله إلى الوحدة الصحية وكان له ما أراد.. وكان العلاج بعض المسكنات التى ساعدته على تخطى النوبة فى سلام وظن أنه قد نجا وأنه لا عودة للآلام مرة أخرى.. ولكن كان هذا هو الوهم بعينه.. ولم يمض يوم إلا وكانت نوبة أشد وأقسى وهنا حمله الأهل إلى المستشفى العام وبعد فحصه طلب الأطباء إجراء تحاليل ثم أشعة والتى أظهرت أنه مصاب بفشل كلوى مزمن ويحتاج إلى ثلاث جلسات غسيل كلوى أسبوعيا، وبدأ رحلة طويلة من العذاب مع المرض ولكن بعد شهرين وجد الأطباء أنه فى حاجة لزراعة كلى وكانت رحلة قصيرة فى البحث عن متبرع، حيث قام الأخ الأصغر له بإجراء تحاليل توافق الأنسجة التى أكدت أنه متبرع مثالى وأجريت جراحة ناجحة وظل الرجل بالمستشفى شهرا كاملاً.. وفى هذه الأثناء كانت الزوجة تحاول أن تعمل لتعوض الأجر الذى يحصل عليه الزوج لتوفير لقمة العيش للأسرة، وأوصى الأطباء له بالراحة شهور حتى يتعافى مع تناول الأدوية اللازمة والمانعة لطرد الكلى المزروعة.. ومرت هذه الشهور الطويلة ولكن حالته الصحية أصبحت لا تتحمل أن يبذل أى مجهود وبالتالى تحول إلى حطام رجل غير قادر على العمل أو كسب الرزق ولقمة العيش من أجل أطفاله فهم فى سن صغيرة يحتاجون إلى من يقف بجانبهم وبجانب أسرتهم فهل يجد «أبو العيال» من يساعده ويعينه على متاعبه وأعباء الحياة؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.