استعرضنا فى المقال السابق عددًا من التجمعات الاقتصادية الاقليمية فى قارة أفريقيا، كأحد أهم وسائل تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بدول القارة السمراء.. ورصدنا الأهمية الخاصة لتجمع السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا المعروف ب«الكوميسا» كأحد أنجح التجمعات الأفريقية لتمسكها قدر الإمكان بالبرنامج الموضوع للتكافل الأفريقى وصولاً للاتحاد الأفريقى بحلول عام 2025. وفى هذه الحلقة، نستكمل بقية تجمعات شرق أفريقيا، ثم نستعرض تجمعات جنوب وغرب ووسط القارة الأفريقية، والأدوار التى تقوم بها لتحقيق التكامل الاقتصادى والوحدة بين دول القارة. تم الإتفاق على تأسيس التجمع فى عام 1967، لكنه لم يدخل التنفيذ بسبب الصراعات السياسية بين دوله، إلا أنه فى عام 2000 تم إنشائه بعضوية كل من كينيا وأوغندا وتنزانيا، وانضمت إليه كل من رواندا وبوروندى فى يونيو 2007 وقامت دول المجموعة بتطبيق تعريفة جمركية موحدة على وارداتها من السلع عام 2000، ويضم التجمع نحو 126 مليون نسمة، وبلغ الناتج المحلى الإجمالى لدوله نحو 73 مليار دولار عام 2009. كما وافقت الدول الخمس الأعضاء فى جماعة دول شرق أفريقيا فى يونيو 2010 على إقامة سوق مشتركة للتجمع، وذلك من أجل تسهيل تسيير حركة التجارة بين دول المنطقة حيث كانت البنية الأساسية للطرق المتهالكة والإجراءات الجمركية المعقدة تشكل عقبة أمام حركة التجارة بين الدول، هذا وقد وقعت ميثاقاً فى شهر نوفمبر 2009 بهدف توسيع الاتحاد الجمركى القائم. واستهدفت السوق المشتركة لشرق أفريقيا تأمين الحركة الحرة لرؤوس الأموال والخدمات والأشخاص بين دول التجمع ابتداءً من يوليو 2010، ومن المتوقع قيام هذه الدول باستخدام عملة موحدة خلال عام 2012، بينما يرى محافظو البنوك المركزية بالتجمع أن ذلك ربما يستغرق بعض الوقت، كما يخشى البعض من هيمنة بعض الدول الأقوى اقتصادياً على هذا الكيان. الساكو أقدم الاتحادات الجمركية الأفريقية وأكثرها فاعلية، ويضم دول جنوب أفريقيا وبتسوانا وليسوتو وناميبيا وسوازيلاند. يهدف الإتحاد الجمركى لجنوب أفريقيا SACU إلى تيسير تبادل السلع بين الدول الأعضاء، وتوحيد التعريفة الجمركية على وارداته من دول العالم الخارجى. يتكون الهيكل التنظيمى من عدة مستويات: * المجلس الوزارى: يمثل السلطة العليا لاتخاذ القرارات التى تُتخذْ بإجماع الوزراء الممثلين للدول الأعضاء، ويجتمع دورياً كل ثلاثة أشهر. * المجلس: هيكل إدارى يتكون من عدد من كبار الرسميين وينبثق منها عدة لجان فنية منها لجنة فرعية فى مجال الزراعة. *جهاز المحكمين TRIBUNAL: جهاز خبراء مستقل مسئول عن وضع هيكل التعريفة الجمركية وسياسات مكافحة الإغراق ويرفع تقاريره مباشرة للمجلس الوزارى. ساداك أنُشئتْ عام 1992 ومقرها مدينة جابرونى ببتسوانا، وقد تم توقيع بروتوكول لتحرير التجارة عام 2000 بهدف التوصل لمنطقة تجارة حرة بحلول عام 2008 تضم فى عضويتها كلًا من جنوب أفريقيا وزامبيا وزيمبابوى وانجولا ومالاوى وتنزانيا وبتسوانا وليستو وموزمبيق وناميبيا وسوازيلاند والكونغو الديمقراطية وموريشيوس وسيشل، بتعداد سكان حوالى 208 ملايين نسمة، بقيمة صادرات للعالم الخارجى حوالى 50 مليار دولار، وبقيمة واردات حوالى 45 مليار دولار. إيكواس تأسس عام 1975 بهدف تنمية التكامل الاقتصادى بين دول غرب أفريقيا فى جميع المجالات والأنشطة الاقتصادية بما فى ذلك التجارة والصناعة والنقل والمواصلات والطاقة والزراعة والمصادر الطبيعية والنقد والموضوعات المالية والثقافية والاجتماعية. يتكون من كوت ديفوار وغينيا والسنغال ونيجيريا والنيجر وبنين وبوركينا فاسو وجزر الرأس الأخضر وجامبيا وغانا وغينيا بيساو وليبيريا ومالى وموريتانيا وسيراليون وتوجو. يهدف لتنفيذ سياسات متجانسة وقواعد وإجراءات متناسقة ومتطابقة بهدف إزالة العوائق التى تعترض حرية انتقال الأشخاص والسلع وضمان التمويل المحلى لصيانة مرافق البنية الأساسية. الإيموا تأسس الاتحاد الاقتصادى والنقدى لغرب أفريقيا / (يموا) عام 1996من ثمانى دول كوت ديفوار والسنغال وبوركينا فاسو وبنين وغينيا بيساو ومالى والنيجر وتوجو، وهى جميعاً دول ناطقة بالفرنسية وتتعامل بالفرنك الأفريقى المرتبط بالفرنك الفرنسى نقدياً، كما تُعد جميع هذه الدول أيضاً أعضاء فى الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا / إيكواس. يهدف الإتحاد لتحقيق الإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية للسلع المتبادلة بين دوله وهو ما تحقق اعتباراً من أول يناير 2000، كما تم توحيد التعريفة الجمركية المفروضة على السلع المستوردة من دول العالم حسب درجة التصنيع واحتياجات دوله من تلك السلع، حيث تم تقسيم التعريفة الخارجية إلى 0% على المنتجات الدوائية والكتب العلمية و5% على المواد الأولية الداخلة فى صناعات محلية و10% على السلع الوسيطة للصناعات المحلية و20% على السلع الإستهلاكية والمنتج النهائى. إيكاس تم تأسيسه عام 1983 كأحد التجمعات الفرعية الخمس للقارة الأفريقية، يضم كلًا من بوروندى وتشاد والكاميرون وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وغينيا الاستوائية ورواندا والجابون وساوتومى وبرنسيب، حيث إستهدف إنشاء إتحاد جمركى فى خلال عشرين عاماً، وخلال الثمانية أعوام الأولى قام التجمع بتنفيذ برنامج لتحرير التجارة وإن لم يحقق تقدماً كبيراً، وقد أدت الأزمات الإجتماعية والسياسية المتفاقمة إلى تعطيل عملية التكامل الاقتصادى، وفى اجتماع لدول التجمع عام 1991 تمت مناقشة إعادة بناء التجمع شريطة استتباب الأمن والسلم فى المنطقة، إلا أنه لم يحقق أهدافه بسبب عدم الاستقرار الاجتماعى والسياسى السائد فى المنطقة أخذاً فى الاعتبار تأثيرات إنضمام الدول أعضاء هذا التجمع لتجمعات أخرى فاعله ونشطه. البحيرات العظمى تم تأسيسه عام 1976 ويضم فى عضويته كلا من بوروندى ورواندا والكونغو الديمقراطية، ويستهدف القضاء على الحواجز التجارية بين الدول الأعضاء وتسهيل حرية انتقال العمالة وعناصر الإنتاج، وقد أصبح هذا التجمع غير ذى فاعليه ولم يحقق أهدافه بسبب عدم الاستقرار الاجتماعى والسياسى السائد فى هذه المنطقة. اتحاد الوسط يُعدْ هذا التجمع الأكثر فاعلية بين التجمعات الثلاثة الموجودة بمنطقة وسط أفريقيا ويعمل لتحقيق اتحاد جمركى بين أعضائه، مع العلم بأن هذا التجمع لا يشكل أحد التجمعات الخمسة الرئيسية بالقارة الأفريقية، كما لا يضم فى عضويته كل دول وسط أفريقيا ويضم فى عضويته الكاميرون وأفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو وغينيا الاستوائية والجابون.