رغم انشغال القوى السياسية فى مصر بالانتخابات البرلمانية بمراحلها المتعددة وتداعياتها وتطوراتها، فإن عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية اختصر المسافات وخرج للجماهير فى المناطق والأحياء المكتظة بالسكان فى محافظة القاهرة حيث تفقد أحد مشروعات الشباب وقد حفزهم موسى على منافسة السلع الصينية وقال لهم «عايزين فانوس رمضان المصرى وليس الصينى» وناشد الشباب الاقتداء بهذا النموذج المبهر من الشباب المصرى ووعد بتبنى ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب باعتبارها جزءًا أصيلا ومهما فى برنامجى الانتخابى. توجه موسى وسط أنصاره فى مسيرة حاشدة إلى منطقة بدوران شبرا وتحديدًا فى «ميدان الثورة» وكان فى استقباله أعداد غفيرة من مواطنى الدوران وكانوا يهتفون له «مش عايزين كوسة الشعب عايز عمرو موسى» ثم ترجل على قدميه حتى وصل إلى مقهى «الحرية» بجوار الدوران لمدة نصف ساعة ثم توجه وسط أنصاره إلى مسجد الخازندار لأداء صلاة العشاء واستمع لدرس دينى ألقاه الشيخ أحمد عياد أحد الدعاة السلفيين وأدى صلاة العشاء خلف الدكتور مصطفى نوارج إمام وخطيب المسجد وبعد الصلاة جلس موسى لمدة 30 دقيقة يستمع للمواطنين الذين التفوا حوله ليشكوا له همومهم وقال موسى لهم أنا هنا لأستمع إليكم أكثر مما أتكلم، ثم غادر المسجد بعد أداء الصلاة وسط مؤيديه وأنصاره الذين رحبوا به ترحابًا هائلًا واصطحبوه من المسجد فى مسيرة أخرى حاشدة قام خلالها بزيارات ميدانية لأصحاب المحلات بشارع شبرا وتوقف موسى عند أحد باعة الفاكهة ليسأله عن الأسعار ثم استكمل موسى جولته ليتوجه إلى كنيسة «مارجرجس الخمراوية» على بعد 500 متر من المسجد وكان فى استقباله رجال الكنيسة القس مكسيموس والقس دوماديوس والقس أرساينوس والقس موسى والمترددون عليها جلس معهم موسى لمدة 30 دقيقة تحدث معهم عن حقوق المواطنة وحثهم على التكاتف من أجل الخروج بمصر من عنق الزجاجة ومن هذه المرحلة الحرجة. وأكد موسى على أنه يجب أن ننبذ الفكر الطائفى ونعمل جميعا كمصريين مسلمين ومسيحيين على إعلاء قيمة الوطن، غادر موسى الكنيسة وسط مؤيديه الذين هتفوا له بالآلاف «الشعب يريد عمرو موسى» و «الصحافة فين ابن الشعب أهوه» وصافح الجالسين على أحد المقاهى وجلس بينهم لمدة 30 دقيقة عن الأحوال التى تمر بها مصر. ثم تحرك موسى إلى شارع المطحن حيث قدم واجب العزاء لعائلة عثمان فى السرادق المقام بالشارع وتوجه إلى حيث يعقد مؤتمرا جماهيريًا حاشدًا حضره آلاف المواطنين الذين استقبلوا موسى بالمزمار البلدى وكادوا يحملونه على الأعناق واعتلى موسى المنصة وسط تصفيق وترحاب هائل من الحاضرين وقدمته إحدى سيدات شبرا والتى قالت عنه إنه أحد رموز مصر الوطنية التى تعد على الأصابع، وقامت بسرد مشوار موسى السياسى حتى ترشحه للرئاسة حيث قالت إن النظام السابق تعمد تهميش دوره الوطنى بإقصائه من وزارة الخارجية وإبعاده إلى جامعة الدول العربية خوفًا من تنامى شعبيته ومازال بعضهم يطارده بافتراءات للنيل منه بسبب مساندته الثورة فى أيامها الأولى ولكن تبقى كلمة الأغلبية الصامتة التى تقف اليوم وراء موسى من أجل انتخابه رئيسا لمصر فى هذه المرحلة الحرجة. أعرب موسى عن شكره للحاضرين بالمؤتمر وقال لهم فى بداية كلمته إنه يشعر بهم وأنه على علم بمشاكل أهالى شبرا ذلك الحى الكبير الذى يضم بين جنباته «ولاد البلد الرجالة الجدعان». ملف العشوائيات وقال موسى إن ملف العشوائيات من أهم الملفات التى يضعها على قائمة أولوياته وأشار موسى إلى أنه يستحيل حل مشكلة العشوائيات دون القضاء على الفقر ومحاربة الفساد وتنفيذ أحكام القضاء وهذا ما سيعمل عليه منذ بداية أول يوم له إذا ما انتخب كرئيس لمصر. ووعد موسى بحل تلك المشكلات فى حال انتخابه وتعويض المواطنين بحياة كريمة وبديل مناسب حتى يمكنهم أن يضحوا بمنازلهم المملوكة لهم. قال موسى «أتعهد إليكم يا أهالى شبرا أن أحقق مطالبكم حتى ولو كانت شاقة على حكومتى فى حال نجاحى»، لافتا إلى أنه من الخطير جدا أن يعيش فى مصر الآن وهناك العديد من المشاكل سواء كانت سوء نظافة أو غلاء الأسعار التى جعلت أسطوانة الغاز تصل إلى 40جنيها. وأكد موسى قائلا: «صحيح مصر تراجعت خلال السنوات الماضية إلا أنها قادرة على العودة مرة أخرى قوية بجهودكم». وأشار إلى أن مصر تمر بمرحلة حاسمة من تاريخها تواجه فيها موقفا صعبا يفرضه الفرق الشاسع الذى مازال يفصل بين آمال الجماهير التى ثارت يوم 25 يناير، وبين مطالبات وإنجازات فعلية مطلوب تحقيقها على أرض الواقع، مؤكدا أن هذه الفجوة الخطيرة التى تزداد اتساعا مع الوقت أوصلت البلاد إلى وضع بالغ الخطورة يحيط بالمشهد السياسى كله، وهو مايهدد مستقبل الأمة بشكل عام خاصة فى ضوء الانقسام المتنامى فى وجهات النظر والتناقض المتصاعد فى التوجهات. وعبر موسى عن يقينه من أن الثورة مازالت وستظل مسيطرة على أهدافها وإرادتها وأدواتها، وسنعيد تسيير سفينة الثورة نحو مقاصدها رغم المحاولات المتكررة للالتفاف والقفز عليها لتحويلها عن أهدافها وإخضاعها لمخططات فوضوية. الحرب على الفساد وعن برنامجه الانتخابى قال موسى: سأبدأ بحرب على الفساد فى أول 100 يوم من استلامى الحكم، وأعيد هيكلة مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى اهتمام خاص بتحديد حدى أدنى وأقصى للأجور ورفع المعاشات وتخصيص إعانات بطالة للعاطلين عن العمل. وأكد موسى أنه يولى اهتماما خاصا بالمشروعات القومية خاصة قناة السويس التى نرغب فى تحويلها من مجرد ممر لعبور السفن إلى قلعة صناعية لصناعة السفن ومعداتها تدر ربحا كبيرا على البلاد. ورفض موسى ما يطالب به البعض بفكرة مجلس رئاسى أن يكون بديلا عن الانتخابات وبديلا عن الرئيس فى حين أن المجلس الاستشارى المشكل حاليا هو بعيد تماما عن فكرة المجلس الرئاسى. وأشار إلى أنه تقدم منذ شهرين أو أكثر باقتراح لتكون هناك مشاركة مدنية مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى إدارة شئون البلاد وهذا ما يتم حاليا بالفعل من خلال المجلس الاستشارى الذى تم تشكيله مؤخرا. وأعرب عن اقتناعه بأن هذا المجلس يعتبر خطوة مهمة نحو تهدئة الأمور والتمهيد للوصول إلى وضع طبيعى فى مصر منوها إلى أن هذه المشورة ستتضمن إلزاما أدبيا لأنه فى حالة عدم الأخذ بآراء المجلس فى معظمها أو فى عمومها سيكون هناك وقفة جادة لأن عضوية هذا المجلس ليست منصبا وليس له أى عوائد مالية. وفيما يتعلق بمجلس الشعب المقبل، أوضح أن دور البرلمان المقبل محدد بالإعلان الدستورى وسيكون اختصاصه منحصرًا فى السلطة التشريعية فى نظام رئاسى، مؤكدا أنه يفضل النظام الرئاسى بالرغم من أن الأمر لم يحسم بعد من خلال الانتهاء بصياغة دستور جديد لمصر. وأوضح أهمية وجود رئيس «يحكم بين جميع التيارات التى ظهرت مؤخرا فى الساحة السياسية فى مصر والتى لم تستعد بشكل كامل لنظام برلمانى من خلال الانتقال المباشر من النظام الديكتاتورى». التغيير فى إسرائيل إن التغيير يجب أن يطال كل بلدان الشرق الأوسط بعد « الربيع العربى» بما فى ذلك إسرائيل. وقال موسى، «نشهد تغييرًا تاريخيًا وجديًا»، لافتًا إلى أن «العالم العربى لن يكون كما كان قبل اليوم.. الأحداث الحالية تفتح الطريق أمام نظام إقليمى جديد»، معتبرًا أنه «على حكومة إسرائيل أن تتغير أيضًا»، على شاكلة التحويلات فى العالم العربى. وأشار موسى إلى أنه ليس أمامنا سوى إصلاح العلاقة بين الموطن وجهاز الشرطة، وليس أمامنا خيار سوى إعادة تأهيل جهاز الشرطة، وذلك لمصلحة أمن المجتمع وأمن المواطن مشيرًا إلى أنه فى السنوات الأخيرة حدث سوء فى إدارة البلاد بشكل غير مسبوق، ولكن ما حدث فى الشهور الماضية هو حالة تخبط بسبب المرحلة الانتقالية.