فى داخل أروقة الجامعة العربية رصدت «أكتوبر» عناق العملاقين فى الساعات الأخيرة لاختيار الأمين العام الجديد «الدكتور نبيل العربى» خلفا للأمين العام المنتهية ولايته عمرو موسى. فقد احتفل الحضور ومعهم الشعوب العربية لأول مرة بالعملاقين (موسى، والعربى) فى مشهد يشير لمرحلة جديدة فى الوفاق العربى لكن تبقى التحديات أمام مستقبل الجامعة والملفات الساخنة التى تنتظر.. العربى.. وأولها.. ترسيخ التضامن ووضع آليات سريعة للتحرك فى كل اتجاه لتعزيز المواقع والقرار العربى داخليا وخارجيا.. ودعم الاستقرار للدول التى تشهد ثورات خاصة -ليبيا- اليمن -سوريا وأجندة جديدة تتواكب مع المتغيرات العربية والإقليمية المتلاحقة. فى البداية لابد فى الاشارة إلى أن كل وزراء الخارجية العرب قد عاشوا ساعات وأياماً عصيبة فى التفكير لاختيار منصب الأمين العام الجديد خلفاً للأمين العام المنتهية ولايته عمرو موسى. وكانت الأفكار فى اتجاه التأجيل منعاً للحرج مع المرشحين المصرى الدكتور مصطفى الفقى والقطرى عبدالرحمن العطية، ولكن بعد إعلان مصر ترشيح الدكتور نبيل العربى.. اختلف المشهد وانقلب الحال فى الجامعة العربية وبدا الحضور وكأنهم فى ساحة عمالقة عقدوا العزم على اصلاح العمل العربى ونقله من الصدام والتوتر إلى الاجماع والتوافق وفى داخل القاعة ارتفع المزاج العربى عالياً عندما اعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى سحب المرشح القطرى لصالح الدكتور نبيل العربى واثنى على ترشح مصر للعربى معتبرا أن هذا الترشيح هو الاختيار الامثل والصحيح، وبدوره اعلن موسى أنه شعر بالفخر والاعتزاز بما بذله من جهد خلال فترة توليه منصب الأمين العام. وقال لقد انهيت مهمتى وقدمت فريقاً متميزاً من مسئولى الأمانة العامة للجامعة بمختلف المنظمات فى مجال التعاون العربى، وأضاف أننا قمنا بنقلة نوعية فى وضع الجامعة العربية من خلال التوافق عبرالسنوات العشر الماضية، ومضى موسى قائلاً: إننى اشعر بالارتياح بما قدمت للمنظمة العربية وسعادتى لا توصف بأن من يخلفنى فى المنصب قادر على قيادة هذه السفينة وسبق أن عملنا طويلا وهذه ليست أول مرة يخلفنى فيها الدكتور نبيل العربى فى موقع من المواقع. وهناك تشابه فى قيادة الأمور ومعالجة جميع القضايا فيما اعلن الامين العام الجديد نبيل العربى أنه لم يكن يتوقع التوصل إلى توافق لاختياره واعتذر عن عدم إعداد كلمة مسبقة لهذه المناسبة ثم ارتجل كلمة تلقائية حيث قدم رؤيته الأولية للعمل العربى المشترك محددا دواعى صيغة القرار العربى قائلاً: إن القمة العربية ومجلس الوزراء والمندوبين تقع على عاتقهم مسئولية وضع السياسات ويبقى دور الأمين العام فى تقديم المقترحات والأفكار والقرار فى النهاية للعرب جميعا.. وتعهد العربى بالعمل على تعزيز التعاون العربى المشترك، وتحقيق طموحات الشعوب العربية.. وقدم الشكر الخاص لدولة قطر وللأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى على قرار سحب مرشح قطر، عبدالرحمن العطية، وقال إنه يتولى هذه المهمة الصعبة فى وقت تمر فيه الأمة العربية بالكثير من المشاكل وأضاف موضحاً أنه من الصعب السير على نفس النهج والدرب الذى قاده باقتدار عمرو موسى لأنه نقل الجامعة العربية نقلة كبيرة واستطاع أن يرفع من شأنها. وذكر العربى الحضور بتبادله المناصب خلال رحلة عمل طويلة مع عمرو موسى إلا أنه قال لكن المهمة هذه المرة صعبة. وقد عبر كل وزراء الخارجية عن افتقادهم للأمين العام المنتهية ولايته عمرو موسى ووجهوا الشكر لدولة قطر على مساهتمها فى الاجماع والتوافق العربى. وإذا كنا نتحدث عن العملاقين موسى والعربى فالحديث متصل بكل الحضور الذى ارتفعت قامته لنجاحه فى تحمل المسئولية الجماعية وحماية الجامعة فى الوقوع فى حالة من الجمود أو حتى وضع لافتة معلقة للتحسينات وبعد ليلة احتفالية للعمالقة داخل أسوار الجامعة بقيت التحديات والأجندات التى تنتظر العرب وأمينهم العام الجديد لحسمها خاصة ضرورة وضع آليات عمل لسرعة اتخاذ القرار والتحرك على الساحة الدولية لإحراز التقدم المطلوب بشأن عملية السلام فى الشرق الأوسط واستغلال وعد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالاعتراف بدولة فلسطين فى الأممالمتحدة خلال شهر سبتمبر المقبل وعلى العرب تقديم برقيات عاجلة للبيت الأبيض بضرورة الانجاز فى ملف السلام وتنتظر الشعوب العربية من الدكتور العربى.. اتخاذ خطوات عملية بالتوافق مع الدول العربية تلامس اليوميات الساخنة للشعوب الثائرة فى الميادين ومنع التدخل فى الشأن العربى . وتحسين أداء العمل العربى المشترك.. وسرعة اتخاذ القرار ليصدر فى الوقت المناسب لملاحقة التطورات والتداعيات المطروحة على الساحة الدولية وتتعلق بالشأن العربى.. وينتظر الشعب العربى من الجامعة.. منع المؤامرة.