يواجه الأمين العام الجديد للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي عددا من التحديات التى ستحدد شكل التعامل معها إلى حد كبير مستقبل هذه المنظمة الإقليمية الأقدم فى العالم والتى سبقت ولادتها إنشاء الأممالمتحدة الكيان الأممى الأكبر والأشهر. يأتى على رأس تلك التحديات أن العربى يتقلد منصبه فى ظل حالة من عدم الاستقرار السياسى فى عدد من الدول العربية وبالتزامن مع ثورات شعبية غير مسبوقة تطالب بالتغيير والديمقراطية والحرية فى سوريا واليمن وليبيا بعد نجاح ثورتى مصر وتونس فى الإطاحة بنظامى الحكم فى البلدين. ويقع على عاتق الأمين العام الجديد النهوض بالجامعة العربية وتفعيل دورها فى معالجة قضايا الأمة وتعزيز العمل العربى المشترك وتفعيل التعاون الإقتصادى، خاصة فى ظل الأزمات المتلاحقة التى تعانى منها الدول العربية والأطماع الغربية التى تسعى للسيطرة على خيراتها. كما يقع على عاتقه مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة للأمن القومى العربى وعدم إلتزامها بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولى واستمرار احتلالها للأراضى العربية فى فلسطين وهضبة الجولان ومزارع شبعا فى جنوب لبنان. ويتولى الأمين العام منصبه الجديد فى وقت تتزايد فيه الأطماع الإيرانية والرغبة في التوسع والهيمنة لاسيما بعد إطلاق عدد من القيادات الإيرانية التصريحات والأعمال الاستفزازية ضد الدول العربية الخليجية خصوصا السعودية والبحرين والتى تزايدت بصورة ملفتة للنظر فى الآونة الأخيرة وتنعكس بالسلب على الأمن القومى العربى فى عمومه وأمن الدول العربية الخليجية على وجه الخصوص. ووفقا لباحثين وخبراء عرب، فإن من بين التحديات التى تواجه الدكتور نبيل العربي كيفية العمل على تفعيل أجندة الجامعة العربية وقوانينها فى دعم القضايا العربية والدفاع عن إرادة الشعوب العربية وتطلعاتها. ويرون أيضا أن الجامعة تعانى من خلل فى بنيتها وطبيعة القوانين التى تحكم عملها، حيث تضطر للتدخل فى القضايا التى توافق عليها الدول الأعضاء أو بناء على ضغوط غربية.