أكد الرئيس التونسى زين العابدين بن على فى كلمة توجه بها إلى الشعب التونسى تم بثها عبر القنوات الإذاعية والتليفزيونية التونسية أنه تابع بانشغال ما شهدته ولاية سيدى بوزيد من أحداث خلال الأيام المنقضية معبرا عن تفهمه لمنطلق هذه الأحداث وللحالة الاجتماعية وظروفها وعواملها النفسية، كما عبر عن أسفه لما خلفته تلك الأحداث من أضرار مشيرا إلى تقديره للشعور الذى ينتاب أى عاطل فإن ما اتخذته من أبعاد مُبالغ فيها بسبب الاستغلال السياسى لبعض الأطراف الذين لا يريدون الخير لبلادهم ويلجأون إلى بعض التلفزات الأجنبية التى تبث الأكاذيب والمغالطات دون تحر بل باعتماد التهويل والتحريض والتجنى الإعلامى العدائى لتونس يدعونا إلى توضيح بعض المسائل وتأكيد حقائق لا ينبغى التغافل عنها، قائلاً إننا لا ندخر جهدا لتفادى مثل هذه الحالات بالمعالجة الملائمة مواصلين سياساتنا وبرامجنا من أجل التشغيل ورعاية ضعاف الحال والإحاطة بالأسر المعوزة وتفعيل التنمية الجهوية عبر برامج استثمارية متوالية شملت كل مناطق البلاد وكان آخرها ما أقررناه فى المجلس الوزارى ليوم 15 ديسمبر الجارى وما أعلن عنه من برامج إضافية ستفوق الاعتمادات المخصصة لها ستة آلاف وخمسمائة مليون دينار فى إطار حرصنا الدائم على تأمين كل مقومات التنمية المتوازنة والمتكافئة بين الجهات والتوزيع العادل لثمارها بين الفئات، وأضاف الرئيس التونسى: «البطالة شغل شاغل لسائر بلدان العالم المتقدمة منها والنامية ونحن فى تونس نبذل كل الجهود للحد منها ومعالجة آثارها وتبعاتها خصوصا بالنسبة إلى العائلات التى لا مورد لها، وستبذل الدولة جهودا إضافية فى هذا المجال خلال المدة القادمة، وإذ حققنا نتائج مرموقة فى مجال التعليم كميا ونوعيا وهى محل تقدير وتثمين من قبل الهيئات الدولية والأممية المختصة فإن ذلك يجسم خيارا جوهريا ثابتا فى سياستنا من أجل بناء شعب مثقف، ومن أبرز تلك النتائج التطور الكبير لعدد خريجى مؤسسات التعليم العالى المنتشرة فى كل أنحاء البلاد دون استثناء والذى فاق العام الماضى مثلا ثمانين ألف متخرج، وهو عدد نعتز به ونتقبل التحديات التى يطرحها علينا لتشغيل هذه النسبة المرتفعة من حاملى الشهادات ضمن طالبى الشغل وذلك عبر مختلف آليات التشغيل وبرامجه، ورغم الصعوبات التى يطرحها هذا النوع المستجد من البطالة فإنه يبقى مصدرا للتفاؤل بالمستقبل تفاؤل شعب متعلم يثابر من أجل الرقى ومزيد التقدم. وفى لفتة إنسانية زار الرئيس التونسى زين العابدين بن على مستشفى «الحروق البليغة» بمنطقة بن عروس، حيث تفقد الشاب محمد البوعزيزى الذى كان قد أقدم فى سيدى بوزيد على إضرام النار فى نفسه وأمكن إسعافه ووضعه تحت الرعاية الصحية المركزة، واستفسر الرئيس عن حالة الشاب حاليا بغرفة الإنعاش وتطور وضعه الصحى. من جهة أخرى قدم الرئيس التونسى واجب العزاء للعائلات التى فقدت أبناءها فى سيدى بوزيد وذلك من خلال استقباله لوالد محمد العمارى الذى توفى بمدينة منزل بوزيان وكذلك والدة حسن بن صالح الذى توفى بصعقة كهربائية ووالدة محمد البوعزيزى الذى أقدم على إحراق نفسه وكتبت له النجاة وعبر بن على عن مشاعر مواساته لعائلتى الفقيدين وعن حرصه بهذه المناسبة على الاطلاع على ظروف عيش هذه العائلات وإحاطتها بالرعاية الاجتماعية اللازمة. فى سياق متصل أعلنت شركة «ليونى» الألمانية المتخصصة فى صناعة الكوابل ومكونات السيارات المتواجدة فروعها حالياً بكل من سيدى عبدالحميد، سوسة، وماطر، وبنزرت، والزهراء، وبن عروس.. اعتزامها فتح فرع لها بولاية سيدى بوزيد خلال سنة 2011، وذكر بيان صادر عن محمد العربى رويس رئيس لمجلس ليونى تونس أن هذا القرار يأتى تفاعلا مع الإجراءات التى أعلن عنها الرئيس زين العابدين بن على مؤخراً والخاصة بتنمية المناطق الداخلية وتماشيا مع دور هذه الشركة فى دعم اقتصاد البلاد والتنمية الاجتماعية بها وتجسيما لعرفان الشركة لتونس التى لم تبخل عليها بالدعم والمساندة، وسيمكن هذا المشروع الذى سينطلق تنفيذه فى الفترة القريبة القادمة من المساهمة فى المجهود الوطنى للتشغيل بهذه الولاية على أن يقع الزيادة تدريجيا من عدد المنتدبين من هذه المنطقة ليفوق ألف عامل مباشر وغير مباشر. ويذكر أن شركة «ليونى» تشغل حالياً فى مختلف فروعها فى تونس حوالى 12 ألف عامل.