أثارت التقارير الصحفية الأخيرة بشان انتحار النائب السابق لوزير الدفاع الإيرانى على رضا عسكرى فى سجون إسرائيل الحديث مجدداً حول مصير عسكرى والذى كان فقد أثره فى تركيا عام 2007 ولم يظهر منذ ذلك الحين، مما أدى لانتشار التكهنات بشأن ما إذا كان قد تعرض للخطف المخابراتى أو قام بالهرب واللجوء السياسى، واتهمت إيران حينها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية باختطافه على أساس أن لديه معلومات مهمة عن البرنامج النووى الإيرانى، وبحكم موقعه كان لدى عسكرى معلومات مهمة عن الدور الإيرانى فى العراق، لذا يعد كنز معلومات مهم للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية، أما وسائل الإعلام الغربية وخاصة صحيفتى واشنطن بوست الأمريكية والتايمز البريطانية فأكدتا أن الدبلوماسى الإيرانى فى ايدى المخابرات الغربية، وهو يدلى بمعلومات عن العلاقة بين إيران وحزب الله، وحددت التايمز الولاياتالمتحدة باعتبارها البلد الذى يقيم فيه عسكرى بعد أن طلب اللجوء السياسى لها . ومؤخراً، عاد الحديث حول مصير عسكرى بعد أن نشرت صحيفتا هآرتس ويديعوت أحرونوت الإسرائيليتان خبراً عن انتحار عسكرى فى سجون إسرائيل، ولكنهما عادتا وحذفتا الخبر فور انتشاره، كما كشف الصحفى الأمريكى اليهودى ريتشارد سيلفر شتاين فى تقرير نشره على موقعه الإلكترونى أن عسكرى عثر عليه ميتا داخل سجن أيالون فى إسرائيل، ورأى سيلفر شتاين الذى تنشر مقالاته فى عدة صحف عالمية منها الجارديان البريطاينة ولوس انجلوس الأمريكية انه سيصعب على السلطات الإسرائيلية كشف سبب اعتقالها المسئول الإيرانى بعد أن كانت تروج للعالم بأنه انشق عن إيران، كما أن ذلك سيساهم فى تأزيم الأوضاع أكثر مع تركيا بما أنه اختطف على أراضيها واعتبر أن اغتيال عسكرى قد يقوض جهود الاستخبارات الأجنبية التى تسعى إلى إحداث انشقاقات فى صفوف المسئولين الإيرانيين من ناحية اخرى كثف المسئولون الإيرانيون فى الأيام الأخيرة تصريحاتهم حول مصير عسكرى، ودارت معظم هذه التصريحات حول تحميل إسرائيل مسئولية اختفائه، فأعترب وزير الخارجية الإيرانى بالوكالة «على أكبر صالحى» عن قلقه من الأنباء التى نشرت مؤخراً حول مصير عسكرى. وحمل «صالحى» وزير الخارجية الإيرانى بالوكالة إسرائيل المسئولية الكاملة عن سلامة عسكرى معتبراً أن اختطافه فى تركيا من قبل الموساد يتنافى مع المبادئ والقوانين الدولية، ودعا وزير الدفاع أحمد وحيدى دعاة حقوق الإنسان إلى اتخاذ موقف حيال الأنباء التى ترددت عن تصفية الموساد لعسكرى مؤكداً أنه فى حال صحة هذا الخبر فإن إسرائيل ستتحمل مسئولية اختطاف واغتيال عسكرى، أما رئيس لجنة الأمن القومى بمجلس الشورى الإسلامى علاء الدين بروجردى فرجح أن يكون «عسكرى» قد قتل أثناء تحقيق جهاز الموساد الإسرائيلى معه، مشدداً على أهمية كشف تركيا أسماء الصهاينة الذين قاموا بهذا العمل -علىحد وصفه- . أما زوجة عسكرى فقالت للوكالة الإيرانية الرسمية «إرنا» رداً على خبر انتحار عسكرى فى سجون إسرائيل ليس لدى علم عن صحة هذا الخبر، ولكن يبدو أن إسرائيل بثت هذا الخبر لإثارة حرب نفسية بعد إعدام أحد جواسيس إسرائيل فى إيران أو أن عسكرى استشهد على يد إسرائيل، وأشارت إلى الشائعات السابقة التى بثتها وسائل الإعلام الغربية حول طلب عسكرى اللجوء إلى أمريكا قائلة أثاروا العديد من الشائعات حول أن زوجى طلب اللجوء إلى أمريكا أو باقى الدول الغربية، لكنهم أعلنوا فجاة بأنه انتحر فى سجون إسرائيل فى حين كنا واثقين منذ اليوم الأول بأن عسكرى لم يطلب اللجوء، وإنما تعرض للاختطاف، وأكدت أن «عسكرى» قتل بيد إسرائيل، وعلى إسرائيل أطلاق سراحه ولو قامت بقتله فعليها تسليم جثته إلى أسرته.