أكدت التفجيرات الأخيرة التى حدثت أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية أن العبوات الناسفة التى استخدمت بدائية الصنع وهو ما سوف يتسبب فى صعوبة الوصول إلى صانع هذه العبوات نظرا لسهولة الحصول على المواد المتفجرة كذلك سهولة تصنيعها حتى أن شبكة الإنترنت تحتوى على بعض المواقع الإلكترونية التى تشرح كيفية صناعة عبوة ناسفة ويرافق الشرح صورا للتصنيع وهو ما يجعل تطبيق الشرح غاية فى السهولة ويجعل التنفيذ أيضا ليس صعبا خاصة إذا تم من خلال أفراد غيرمرصودين أمنيا. وعن هيئة المتفجرات يقول اللواء رفعت عبد الحميد الخبير الأمنى أن بعض محتوياتها تستخدم فى الأعمال المدنية وأن أمريكا تنتج حوالى 80 مليون طن متفجرات يستخدم 60% منها فى الأعمال المدنية التى تدخل فى أعمال المحاجر واستخراج الرصاص وصناعة الدخان وغيرها إلا أن التعامل مع المواد المتفجرة أو الحصول عليها لا يتم- بحسب الخبير الأمنى- إلا بعد الحصول على ترخيص مسبق من مصلحة الأمنى العام لتحديد الكميات والغرض من الاستخدام على أن يكون متداخلا مع العمليات المدنية والصناعية ولخدمة المجتمع، وهناك بعض المواد لا يرخص بحملها أو استخدامها وذلك لعدم تداخلها مع العمليات المدنية ومن هذه المواد ما يستخدم فى الأفراح ومباريات كرة القدم مثل الشماريخ والصواريخ وهى أشياء لا يسمح بتداولها لاحتوائها على نسبة من المتفجرات ويضيف عبد الحميد أن البعض يحصل على هذه المواد بطرق غير مشروعة من خلال التواطؤ مع جهة الصنع مثل الشركات الكيمائية والمستخدمين للمتفجرات فى الأعمال المدنية فضلا عن تسريب بعض المحاجر لهذه المواد وبيعها. وعن المادة المستخدمة فى الحادث يقول الخبير الأمنى إنها البارود الأسود ويتوافر بكثرة فى الأسواق على شكل «كبريت» فضلا عن تفاعل حمض الكبريتيك وبعض الغازات السامة المستخدمة دائما فى العبوات البدائية. وعن أنواع العبوات الناسفة «البدائية» يقول الخبير الأمنى إنها تنقسم إلى شقين الأول الانفجار البطئ وهو ما تم فى الإسكندرية ويعمل فى محيط يصل إلى 400 متر والنوع الآخر الانفجار السريع ويعمل فى نطاق 3500 متر حتى 8500 متر، لكن الجناة لم يتمكنوا من تنفيذ المخطط كاملا. والعمل الإرهابى بحسب اللواء عبد الحميد لا يفرق بين دين والآخر وهو ما أكد عليه هذا الحادث من اختلاط دماء المسلمين والمسيحيين معا موضحا أنه يوجد فى العالم 2176 منظمة إرهابية تعمل فى 120 دولة تعمل كل منظمة منها وفقا لأجندة خاصة يراد منها تحقيق أهداف معينة دون النظر لأى اعتبارات دينية أو وطنية فالإرهاب ليس له وطن أو دين وهذا يتأكد أكثر إذا ذكرنا نشأة هذه المنظمات وبدايتها فى أوروبا منذ عام 1919 موضحا أنه من يدعى أن الإرهاب خاص بدول الشرق أو الإسلام فهو جاهل بتاريخ هذه المنظمات الإرهابية الأسود فلن ينجو منه أى دين أو أى شخص فى أنحاء العالم سواء كانوا مفكرين وكتابا أو سياسيين ورجال دين. مؤامرة خارجية أكد اللواء أحمد عبد الغفار حجازى مساعد وزير الدفاع الأسبق أن ما جرى ما هو إلا مؤامرة خارجية لتحقيق أهداف خبيثة المراد منها هو تفتيت مصر داخليا كما فعلت فى الكثير من دول المنطقة مثل العراق ولبنان والسودان. وأضاف أنه يستبعد وجود فتنة طائفية بين أبناء الشعب المصرى كما يردد البعض موضحا أن ما بين أبناء هذا الوطن أقوى من كل هذه المهاترات التى لم تستطيع أن تفرق وحدتهم مهما حدث وهذا بحكم أن طبيعة الشعب المصرى التى تختلف عن أى شعب فى العالم فالمسيحى تربى مع المسلم فى بيت واحد ومن يريد أن يدعى غير ذلك فهو مخطئ وأضاف أن حرب أكتوبر المجيدة فى تاريخ هذا الوطن تحكى روائع من اتحاد أبناء هذا الوطن فى مواجهة من يريد أن يتعدى عليهم أو يفرق بينهم فقد اختلط دماء أبناء هذا الوطن مسلم ومسيحى وهم يدافعون عن أرضهم. وقال الدكتور مدحت حماد أستاذ العلوم السياسية بجامعة طنطا وخبير إدارة الأزمات والكوارث إننا لكى نتجاوز هذه الأزمة فلا بد من ضبط الجناة والمنفذين فى أسرع وقت وذلك حتى لا تزداد الشائعات وتحدث فرقة بين أبناء الوطن الواحد. كما أنه لابد من التعامل بحكمة مع وسائل الإعلام فى التصريحات من جانب المسئولين مشيرا إلى إنه يجب على الحكومة الضرب بيد من حديد على القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية التى تثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وغلق هذه القنوات إذا لزم الأمر طالما فى سبيل الأمن القومى لهذا البلد وهو أمر متبع حتى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها وفى الصين فعندما اشتعلت الفتنة الطائفية فى هذه البلدان اتخذت حكوماتها مجموعة من الإجراءات فى منتهى الشدة مع هذه الوسائل والقنوات مشيرا إلى أن الأمن القومى لأى بلد فوق كل اعتبارات أومصالح شخصية لمجموعة من الأفراد. أما اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى «الاستراتيجى» فأكد أن العمليات التى تستخدم فيها العبوات البدائية لا يمكن رصدها بشكل كامل ولا تستطيع الجهات الأمنية تحقيق الأمن بنسبة 100%. وحادثة الإسكندرية رغم ذلك تشمل هجمات إرهابية مدربة على التعامل مع السيارات المفخخة التى تستخدم فى التفجيرات، ولا يمكن منع الحوادث الإرهابية فى العالم ولكن يمكن فقط التقليل منها، وذلك عن طريق الحراسات الخاصة والمشددة. وهذا لا يمكن حدوثه فى مصر لأن المواطن لا يتحمل عملية التشديدات الأمنية والتفتيش الذاتى المستمر على الكنائس والمواصلات العامة. وقال اليزل إن الجهة المسئولة عن التفجيرات إما أن تكون خلايا نائمة متطرفة جاهزة لتلقى الأوامر والقيام بتنفيذها وإما أن تكون قد تمت عن طريق عملاء لتنظيم خارجى قدم إلى مصر عبر المطارات والمنافذ وخطط للعملية ونفذها.