ألقى مجهول قنبلة فى اتجاه المعبد اليهودى بشارع عدلى فى السادسة والربع من صباح أمس وفر هاربا، ولم تحدث إصابات لعدم وجود أى أفواج سياحية أمام المعبد. وقال بيان رسمى صادر عن وزارة الداخلية إن شخصا مجهولا صعد إلى الطابق الرابع بفندق بانوراما «ثلاث نجوم» المواجه للمعبد اليهودى، حاملا حقيبة متوسطة الحجم، وطلب من موظفى الفندق حجز غرفة لإقامته. ولدى وجوده بصالة استقبال الفندق غافل موظفى الفندق، وألقى الحقيبة نحو رصيف الفندق فاشتعلت ولاذ بالفرار من خلال ممر صغير بجوار الفندق. وأفاد المعمل الجنائى بأن الحقيبة المشتعلة بها عبوة بدائية الصنع تتكون من 4 جراكن بنزين مثبت بكل منها زجاجة عبوة لتر تحوى سائل حامض الكبريتيك، وقطعة قطن، وعلبة كبريت، وولاعة. وعثرت الأجهزة الأمنية على بقايا ملابس ومتعلقات للجانى لم تشتعل، وانتقل على الفور ضباط مباحث أمن الدولة، واستمعوا لشهادات موظفى الفندق، كما انتقل خبراء المفرقعات ووكلاء النيابة. وأفاد مصدر أمنى ل«الشروق» أن مصلحة الأدلة الجنائية قامت برفع البصمات من كل الأشياء التى لمسها الجانى خلال وجوده بالفندق، فضلا عن إحالة الملابس للطب الشرعى لمحاولة استخراج الحامض النووى منها للتوصل إلى شخصية الجانى. وأحاطت قوات الأمن المعبد اليهودى بسياج أمنى، وحضر اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة فى الصباح المبكر لتفقد موقع الحادث. وعقب انتهاء ضباط الأدلة الجنائية من معاينة مكان الحادث وفحص بقايا ملابس الجانى قامت أجهزة الأمن برفع آثار الحادث من المكان قبل بدء زيارات السائحين الأجانب للمكان. وأصدرت مباحث أمن الدولة ومديرية أمن القاهرة تعميما على كل الدوريات الأمنية والكمائن الثابتة بأوصاف وصورة المتهم. وطلبت السفارة الإسرائيلية من وزارة الداخلية تقريرا عن الحادث وملابساته، وكذلك تشديد الإجراءات الأمنية حول كل المعابد والمزارات اليهودية. ونشرت أجهزة الأمن حراسات مكثفة حول الأماكن الدينية اليهودية فى القاهرة والمحافظات خاصة الإسكندرية والبحيرة. وقال اللواء فؤاد علام، وكيل مباحث أمن الدولة السابق، إن المشهد الأولى لعملية انفجار العبوة الناسفة أمام المعبد اليهودى بشارع عدلى أمس، يؤكد أن مرتكب هذا العمل شخص واحد لا ينتمى إلى مجموعة أو تنظيم، ولجأ إلى صنع وتفجير هذه العبوة الناسفة البدائية للتعبير عن حالة الضيق التى تنتابه تجاه ما يحدث فى فلسطينالمحتلة وقطاع غزة، والاغتيالات الإسرائيلية المتتالية لقادة حركات المقاومة الفلسطينية. وأضاف علام أن تركيب العبوة الناسفة البدائى يدل على خصوبة شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) للحصول على معرفة كاملة بتصنيع هذه المتفجرات الأولية، وقد يكون نقل تركيبها من مصدر علمى آخر، لكن من المستبعد أن يكون صانع العبوة الناسفة قد حصل على دعم مالى أو مادى من أحد التنظيمات.