الكتابة عن الانتخابات البرلمانية فى بنى سويف يغلب عليها طابع خاص فهى محافظة النائب الأول فى برلمان 2010 طارق عبد الجليل، الذى فاز بمقعد العمال عن دائرة أهناسيا بالتزكية. «الحسم من الجولة الأولى».. شعار يرفعه مرشحو بنى سويف البالغ عددهم 95، الموزعين على دوائر المحافظة السبعة، إلا أن دائرة ببا هى الأسخن على الإطلاق، لما تتميز به من اعتبارات خاصة، أهمها حشد الحزب الوطنى لكل قوته لاستعادة سطوته على الدائرة، التى ظلت لسنوات طويلة حكرا لممثلى الحزب الوطنى حتى جاء المحامى سعد عبود ورفيقه الشيخ عبد اللطيف قطب نائب الإخوان فاقتنصا المقعدين فى انتخابات 2005 من المرشحين الحاليين المخضرم على عبد الله مبروك صاحب التاريخ السياسى المعروف وعلى عباس أبو زيد، الذى اعتاد عدم القدرة على توحيد كلمة أهل قريته (قمبش) تاركا فرصة ذهبية للإخوان، لكى يصطادوا فى الماء العكر. هكذا يتكرر المشهد لكن مع الفارق فلقد أدرك الحزب الوطنى خطورة الموقف فاستعد جيدا للمنافسة، كما يقول الدكتور عبد الرحمن سليم الأمين العام للحزب بالمحافظة، والعودة مرة أخرى إلى الملعب بدعم عدد ليس بالقليل من الشخصيات ذات الصيت فى مختلف قرى المركز. وقد جاء المهندس على عبد الله مبروك مرشحا عن الفئات، الذى يعتمد على تاريخه السياسى، وخدماته الكثيرة أهالى الدائرة التى مثلها سيدات طويلة خلفاً لوالده العمدة عبد الله مبروك، علاوة على علاقاته المتشعبة مع مختلف عائلات الدائرة، وينافسه على ذات المقعد المرشح الوطنى المهندس الواضح أبو جبل صاحب الشعبية الكبيرة فى قرى شرق النيل، ومرشح الوطنى الذى حل ثالثا على مقعد فئات المحامى أحمد إبراهيم، ثم يحل فى الترتيب المرشح المستقل سعد عبود نائب الدائرة. مكمن الخطورة أن «عبود» يخاطب عاطفة الناخب البسيط ويستجديه للذهاب إلى صندوق الاقتراع – على حد وصفه – علاوة على ذلك يتوقع بعض المتابعين للانتخابات فى ببا حدوث تقارب بين سعد عبود وعبد اللطيف قطب مرشح الإخوان على مقعد العمال. يأتى مرشح الإخوان فى الدائرة عبد اللطيف قطب فى موقف صعب للغاية، نظرا لما يلاقيه من رفض جماهيرى بعد أن فشل فى تحقيق الحد الأدنى من الأداء، الذى كان ينتظره أهالى دائرته، علاوة على خوضه المنافسة ضد مرشحين كبار يمثلون الحزب الوطنى، العمدة أحمد مختار، الذى تربطه علاقات طيبة بكبار عائلات الدائرة بل يضمن قدرا كبيرا من أصوات قرية قمبش مسقط رأس منافسه القوى مرشح الحزب الوطنى على عباس أبو زيد النائب السابق بالبرلمان، وبالتالى تتداخل الأوراق ويبدو المشهد معقدا للغاية، فالإخوان يتحركون تارة بالتربيط مع المرشح سعد عبود وتارة أخرى بتكثيف الدعاية وكله فى سبيل الكرسى يهون.