حسمت الجولة الأولى للانتخابات فى بنى سويف مصير 8 مقاعد، لتتبقى 8 أخرى مرهونة لحين انتهاء الجولة الثانية، وبين أخذ ورد انتهت اللجنة العليا للانتخابات إلى الإعلان عن أنه سوف تجرى الإعادة فى دائرة مركز وبندر بنى سويف على مقعد الفئات بين مرشحى الوطنى أبو الخير عبد العليم النائب البرلمانى السابق وصاحب الخبرة السياسية وبين قرية «باروط » أكبر قرى المحافظة، ومجدى بيومى، صاحب المشروعات الخيرية العديدة بالمحافظة الذى يعد كل شباب بنى سويف بفرص للعمل فى مشروعاته، إلا أن المؤشرات الأولية تذهب إلى أن الأول قد ينجح بشق الأنفس فى استعادة الكرسى مرة أخرى. وفى ذات الدائرة، تدور رحى المنافسة على أشدها على مقعد العمال بين مرشحى الوطنى على البكرى سليم الذى تراجعت شعبيته خلال الشهور الأخيرة ربما لاتساع رقعة شعبية المنافسين، ليأتى فى السباق المرشح ايهاب يوسف نسيم، الذى يدخل السباق للمرة الأولى إلا أنه نجح فى إحراج أقوى المرشحين، وربما يكون هذا النجاح مدفوعا برغبة البعض فى التغيير أو تصفية الحسابات مع مرشحين آخرين. وفى دائرة الواسطى، استطاع مرشح الحزب الوطنى العنيد وصاحب الشعبية الكبيرة والخبرة البرلمانية المديدة عصام خلاف أن يحسم المنافسة على مقعد العمال لصالحه من الجولة الأولى، ليترك رفيقه بالحزب أحمد الريدى هذا الشاب الطامح إلى التغيير القائم على الأصول الثابتة التى استمدها من عائلته العريقة ليعيد الكرة مرة أخرى فى منافسة أكثر ضراوة مع المرشح المستقل محمد شاكر ميهوب. لكن الصورة مختلفة كثيرا فى دائرة اهناسيا، التى استطاع فيها أن يفوز المرشح الوطنى طارق عبد الجليل بمقعد العمال والفلاحين بالتزكية، ليتبقى الصراع ساخنا على مقعد الفئات بين مرشحى الوطنى فتحى بهنساوى المنتمى إلى عائلة لها خبرة مديدة فى مجال الانتخابات لكونه ممثل الدائرة فى البرلمان طيلة السنوات العشر الماضية، والمرشح الوطنى على بدر الذى يعتمد فى تحركاته على رغبة الناخبين فى التغيير علاوة على قدرته على إقناع الناخبين بأهمية التغيير. ثم تأتى المنافسة على مقعدى دائرة ببا، لتجعل من هذه الدائرة الأكثر سخونة واشتعالا خاصة بعد أن سارع مرشح الوطنى على عباس أبو زيد «عمال» وصاحب المركز الثالث فى انتخابات الجولة الأولى بعد مرشح الوطنى أحمد مختار والإخوانى عبد اللطيف قطب، والذى خدمه الحظ وأدخله الإعادة لكونه الأكثر أصواتا مقارنة بالمرشح الوطنى المهندس الواضح أبو جبل الذى حل ثانيا فى الجولة الأولى ورشح للإعادة إلا أن اللجنة عادت وأبعدته ليحل محله عباس لكونه الأكثر أصواتا، لتبدو الصورة غير واضحة للناخبين خاصة غير المدركين للعبة ال «50%» على الأقل للعمال والفلاحين. تأتى الصورة بعد قرار التعديل فى النتائج، وتجرى الإعادة فى الدائرة على مقعدى العمال والفئات معا بين كل من مرشحى الوطنى المهندس على عبد الله مبروك «فئات»، صاحب الحظ الأوفر للفوز لكونه لا ينافسه أحد على مقعد الفئات، ليترك الصراع ساخنا بين كل من المرشح الوطنى أحمد مختار «عمال وفلاحين» ورفيقه فى الحزب النائب السابق على عباس أبو زيد والإخوانى عبد اللطيف قطب، الذى تضاءلت فرصه للفوز لإحجام الناخبين عنه وإعلان الجماعة المحظورة عن مقاطعة الانتخابات، ليترك الحلبة لمرشحى الوطنى، وإن كان «مختار» هو الأقرب وفقا للتوقعات لكرسى البرلمان لوجود دعم شعبى كبير له يتحرك نحو التغيير، خاصة وأن الناخب سبق وأن منح لكل منافسيه فرصة للعمل إلا أنهما كما يبدو فى الصورة رسبا فى الامتحان.