بعد ايام من الصمت حول مزاعم الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في كتابه "نقاط القرار"، اعتبر عدد من الخبراء والمحللين السياسيين ما ورد في الكتاب "كذبة" جديدة للرئيس بوش ومحاولة لتضليل الرأي العام العربي واثارة الاقاويل حول مصر، يأتي هذا في وقت نفي فيه المتحدث الرسمي باسم ر ئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد ما ذكره بوش مؤكدا ان الرئيس حسني مبارك حذر الرئيس الامريكي والعديد من المسئولين الامريكيين من غزو العراق لما يمثله من مخالفة جسيمة للشرعية الدولية. واجمع الخبراء ان مواقف الرئيس مبارك الرافضة لغزو العراق سجلها التاريخ واضافوا ان بوش يزيف الحقائق ويفبرك الوقائع لانه شخصيا لم يكن صانع الاحداث ولا محركها ولا المخطط الرئيسي لها ولكن مجموعة الصقور المحافظين داخل الإدارة الامريكية التي كانت تؤمن بنظرية الهيمنة والغزو والحرب كوسيلة للسيطرة علي العالم..قال الدكتور مدحت حماد استاذ العلاقات الخليجية والدولية ان الرئيس بوش لم يكتب مذكراته بل سرقها من مذكرات قادة عسكريين وسياسيين وان الصحف الامريكية اشارت الي هذا بعدما اخذ نصوصا من حديث قائد القوات الامريكية في افغانستان موضحا ان هذا ثبت عدم امانة بوش في كتابة مذكراته وان ابتعاده عن بريق السلطة افقده صوابه وجعله يقول اشياء غير حقيقية. واضاف حماد بأن الرئيس مبارك لا يمكن ان يكون طرفا في مثل هذه الفتنة ولم يرتكب هذا الخطأ الذي يمكن ان يوقع بين الدول وبعضها مؤكدا ان ما قاله بوش افتراء يجب ان يحاكم عليه مطالبا الرئاسة المصرية بعدم الاكتفاء بنفي ما قاله بوش وان تسعي لمحاكمته لاتهامه مصر بالتآمر علي العراق. واكد حماد علي سرقة بوش لمذكرات الآخرين ونسبها لنفسه قائلا انه لم يفكر في كتابه شيء طوال مدة وجوده في الرئاسة لانه كان مهتما بان يري العالم يشتعل امامه، ويجب اتهامه بالسرقة الادبية..اضاف د.عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية بان بوش يحاول ان يجد لنفسه مبررات لغزوه للعراق عام 2003 ويقوم بزج اطراف كثيرة علي اساس انها ساعدته وكشفت له عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق وهذه محاولة منه لتبرير ما حدث، مؤكدا علي ان هذه الادعاءات مهما كانت لن تؤثر علي العلاقة بين مصر والعراق لانها واضحة للجميع ونظام صدام والعراق الذي هاجمه بوش لم يعد موجودا فلن تحدث اي عدوات. واكد علي ان مصر كانت من اشد المعارضين لغزو العراق وان بوش يبحث عن مبررات لما فعله والدمار الذي تسبب فيه.