قبل أسبوعين من انتخابات التجديد النصفي المقررة في 2 نوفمبر المقبل يهيئ الديمقراطيون أنفسهم علي الأرجح لخسارةِ مجلس النواب، ويمنّي الجمهوريون أنفسهم بمكاسب كبيرة في مجلس الشيوخ وفي انتخابات حكام الولايات. أغلب المحللين الديمقراطيين والجمهوريين يتفقون علي أن الصورة ستكون بهذا الشكل، في ظل سخطٍ تُقابَل به سياسات الرئيس باراك أوباما خاصة الاقتصادية منها، وما سببته من بطالة وعجز كبير. بل إن أوباما نفسه يعترف بأن الفوز ليس مضمونا لأي مرشح ديمقراطي حتي في أكثر الولايات ليبرالية. ففي انتخابات مجلس النواب، يحاول الديمقراطيون تحجيم الخسائر بتركيز مواردهم في عدد صغير من السباقات. وقد توقع السناتور السابق عن ولاية نبراسكا الديمقراطي بوب كيري "ليلة جمهورية كبيرة" في ظل ما تكشفه استطلاعات الرأي وفي ظل الفتور الذي اعتري حماس الناخبين الديمقراطيين. وهناك قاعدة لم تخطئ حتي الآن، مفادها أن الحزب الحاكم في الولاياتالمتحدة يخسر دائما مقاعد في انتخابات التجديد النصفي التي تجري في منتصف الولاية الرئاسية، لكن الفرق هذه المرة أن الخسائر الديمقراطية يتوقع أن تكون قاسية. وتظهر استطلاعات الرأي وتقارير اللجان المالية في الحزبين وآراء المستشارين الديمقراطيين والجمهوريين أن الجمهوريين سينجحون علي الأرجح في استثمار سخطٍ يعتري الناخبين، ينافسُ في حدته ذلك الذي مكّنهم في 1994 من الفوز بالأغلبية في مجلس النواب بعد أن حُرِمُوها 40 عاما، وهم يحتاجون 40 مقعدا ليعيدوا الكرة هذه المرة. وإن تحقق ذلك، سيطاح بنانسي بيلوسي أول امرأة ترأس مجلس النواب، ويصبح أوباما مُلزما بمفاوضة الجمهوريين علي كل تشريع مهم مما يحوله إلي "بطة عرجاء" حسب التعبير الأمريكي الدارج. ويحاول الديمقراطيون تقليص عدد المقاعد التي قد يخسرونها عبر حملات دعائية ضُخّت فيها مبالغ ضخمة وصلت إلي نحو 58 مليون دولار. ظاهريا يبدو أن هذه المبالغ تعطيهم الأفضلية، لكن الأرقام مضللة، فالأموال الكبيرة التي تبذلها جماعات من خارج الولاياتالمتحدة -كثيرا ما تتستر علي هويتها- تعطي الأفضلية للجمهوريين.