في وطن قلق ومواطنون يشعرون بالإنعزال التام عن حكومتهم يكون الحوار هو بداية طريق الإصلاح ونشعر بسعادة بالغة أن الحاجة لحوار وطني أصبحت واضحة وملحة للجميع حتي بين قيادات الحزب الحاكم وعلي رأسهم صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني وجمال مبارك الأمين العام المساعد حيث ارتفعت الأصوات بالدعوة للحوار في المؤتمر الاخير للحزب. فكان لزاما علينا أن نطرح مبادرة الحوار الوطني حتي نفتح الطريق أمام كل داع بصدق للحوار لدعم هذه المبادرة والبدء بسرعة في خطوات جادة لإصلاح الوطن. ونري أنه حتي يتسم الحوار بالمصداقية ويحقق اهدافه لجميع الأطراف فيشعر الشعب بالإندماج في العملية السياسية ويتأكد له أن الحكومة تعمل لصالحه وكذلك تتعرف الحكومة أكثر علي أولويات الشعب واحتياجاته. يجب أن يكون الحوار كالآتي:- (حوار مفتوح) يجب ان يكون الحوار مفتوحاً لكل الأطياف السياسية وعدم حرمان أحد من المشاركة، علي أن يكون المشاركون في الحوار ذوي رؤية بديلة بان يقدم كل مشارك في الحوار ورقة عمل في القضية مطروحة في الحوار.وذلك لبيان مدي الجدية والرغبة في حوار بناء. (حوار جديد) يجب ان يفتح الحوار صفحة جديدة من العلاقة بين مختلف الأطراف السياسية، صفحة بيضاء لاتشوبها شوائب نوايا سيئة قد تكون لدي البعض او افكار مسبقة عن البعض فلنترك الماضي وجميع المصالح خارج الحوار ولنتحد علي مصلحة الوطن. (حوار شفاف) حرصا علي نزاهة وشفافية الحوار يجب أن يكون الحوار معلناً علي الهواء مباشرة ، فيتم إعلان أسلوب إدارة الحوار والقضايا المطروحة والمداولات والنتيجة النهائية للحوار علي الهواء مباشرة، وذلك حتي يكون المواطن العادي مراقباً الحوار وحرصا علي الشفافية والنزاهة،مع إمكانية المشاركه عبر جميع الوسائل التفاعلية المتقدمة. (حوار عادل) يجب ان يكون الحوار عادلاً ومنصفاً للجميع، ويتم ذلك بتداول ادارة الجلسات بين المتحاورين بالتناوب بأن يكون لكل جلسة رئيس يختص بادارة الحوار وأمين سر يعمل علي تدوين نقاط الاتفاق والاختلاف في كل جلسة. علي أن يتم التوافق علي الرئيس وامين السر في كل جلسة بين المشاركين في الحوار لجلسة واحدة فقط. وذلك بهدف عدم استئثار أحد بدفة الحوار وضمان مشاركة الجميع في ادارة الحوار بإنصاف. (حوار محدد) حتي يكون الحوار ناجحاً وفعالاً وذا تأثير واضح، فيجب أن يكون مركزا في قضايا محددة بحسب أولويات المواطن العادي. فمن الممكن ان تحتل قضية الفقر مقدمة أولويات المواطن ثم قضية سوق العمل والشباب ويليها قضايا التعليم والصحة ثم يأتي بعدها قضية النمو الاقتصادي وعدالة توزيعه والملكية الشعبية ثم أخيرا قضية الإصلاح السياسي والدستوري في مصر. ويجب ان يتم تناول القضايا عبر عدة جلسات متتالية لكل قضية علي حدة حتي تحظي القضايا بكل اهتمام ورعاية في تناولها جميعا. (حوار بناء مؤثر) حتي يكون الحوار بناء ومؤثراً يجب ان يحظي برعاية رئيس الجمهورية، وذلك بأن يتعهد الرئيس علي تنفيذه ضمن برنامج وخطة الحكومة. وذلك حتي يبذل المشاركون في الحوار مزيداً من الجهد في الدراسة والبحث مادام انه سوف يتم تنفيذه برعاية رئيس الجمهورية. وعلي ذلك نحن نأمل أن تحظي هذه المبادرة برعاية السيد الرئيس محمد حسني مبارك. ونحن نأمل في عقد هذه المبادرة من أجل تحقيق مستقبل أفضل لمصر ولنا جميعا. وذلك علي أن تبدأ المبادرة وتنتهي قبل البرلمان القادم عام 2010 حتي يتم تبني نتائج المبادرة في الفصل التشريعي الجديد للبرلمان، كما نقترح ان يكون مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء هو الجهه القائمة علي تنسيق ورق العمل المقدم للحوار من المشاركين.