القضية الآن لم تعد ممثلة في استقالة عاكف أو بقائه وإنما في حسم الصراع علي من سيخلفه.. هل هو الدكتور محمد حبيب نائبه الأول أم جمعة أمين رجل التنظيم السري القوي؟ مع ذلك فإن مهدي عاكف يتصرف ويتحدث علي أن الأمور لا تتعدي زوبعة في فنجان، وأن الغيوم سرعان ما سوف ستتبدد علي الوجه الآخر يعترف محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين بأن هناك خلافا في وجهات النظر بينه وبين مكتب الارشاد علي ضم د.عصام العريان لهيئة المكتب فهو يريد أن يضمه الان وهم يريدون الانتظار حتي الانتخابات القادمة مضيفا انه متمسك برأيه مهما كانت النتائج لان العريان انسان نبيل وعالم فاضل ووزنه عندي كبير وموقعه الان اكبر من أي شخص في مكتب الارشاد علي حد قوله. وردا علي ما يحدث داخل كوادر الاخوان وموقف مكتب الارشاد منه قال د . عصام العريان ان هذا الصخب من قبل بعض أعضاء الجماعة سوف ينتهي وسيبقي الاخوان . من جانبه تراجع د محمود عزت الامين العام للاخوان وزعيم التيار المتشدد الذي يقود جبهة الرفض عن موقفه قائلا لنهضة مصر الاسبوعي انه يوافق علي ما قاله المرشد الذي مازال موجودا علي رأس الجماعة ورفض الافصاح عن السبب الحقيقي وراء موقف مكتب الارشاد من د. عصام العريان . من ناحية أخري اتفق خبراء في شئون الحركات الاسلامية علي ان الازمة الاخيرة التي شهدها مكتب الارشاد ستكون هي القشة التي ستقصم ظهر الاخوان لانها فضحت وجود التنظيم السري داخل الجماعة ومحاولته فرض سيطرته علي زمام الامور . وقال أحمد رائف المؤرخ الاسلامي المعروف أن الجرح غائر والخلاف لا يمكن التغطيه عليه لان هناك أزمة حقيقية تهدد وحدة الجماعة وتماسكها في الفترة المقبلة لان هذه الازمة تمثل الانحدار الذي وصلت اليه جماعة الاخوان من حيث الافراد أو من حيث طريقة التعامل مع بعضهم البعض وتناول المشكلات وأصبح المرشد لا يشكل قوة روحية لها اعتبارها في مكتب الارشاد بدليل انه طرح رأيا فخالفه فيه كل أعضاء المكتب ولم يقف معه أي شخص وهذه ظاهرة مؤسفة جدا تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان النظام السري يسيطر علي الجماعة بالكامل . من جانبه أكد خليل العناني الباحث في شئون الاسلام السياسي ان الازمة ليس لها اي علاقة بالدكتور عصام العريان لان هناك خلافا حادا بين التيار البراجماتي الذي يمثله عاكف وبين التيار المحافظ القطبي الذي يمثله محمود عزت الامين العام للجماعة ومحمد مرسي ورشاد البيومي ومحمد بديع أعضاء مكتب الارشاد وهو صراع يتعلق بالاساس علي منصب المرشد الجديد وانا في تصوري ان مافعله عاكف هو انقلاب أبيض استباقي ضد محاولات التيار المتشدد لاختيار المرشد الجديد للجماعة ليحل محله. أما د عبدالستار المليجي القيادي السابق بالجماعة فيقول ان المحاولة الاخيرة لعاكف لادخال د عصام العريان مكتب الارشاد فضحت اخلاقيات التنظيم السري في التعامل مع غيره ورغم ان عاكف هو من سهل لهم السيطرة علي زمام الامور داخل الجماعة الا انه ذاق من مرارة ما صنع بيديه وتشددهم برفضهم دخول العريان وسينتهي الامر باقالة المرشد او استقالته ، فالتنظيم السري انقلب كعادته علي عاكف الذي حاول تقديم العريان لتحسين صورة هذا التنظيم المشوهه لدي الرأي العام ولكن التنظيم لجهله السياسي وضحاله فكره المجتمعي لم يقبل حتي هذه التحسينات