يواجه اليمن تحديات جمة تهدد استقراره وأمنه أبرزها حربه ضد جماعة الحوثيين في شمال البلاد والاضطرابات الانفصالية في الجنوب وتزايد تهديدات تنظيم القاعدة..وفضلا عن ذلك أدي تراجع عائدات النفط بدرجة كبيرة بسبب انخفاض الأسعار العالمية وانخفاض حصة الدولة من الإنتاج إلي زيادة صعوبة تعامل الحكومة مع الفقر المنتشر والنمو السكاني المنفلت والنضوب السريع لموارد المياه وارتفاع معدلات البطالة. وإذا تحول اليمن أكثر من ذلك نحو انعدام الاستقرار فسيعرض ذلك الدول المجاورة للخطر خاصة السعودية، ويزيد من تعقيد محاولات مكافحة تنظيم القاعدة وحماية خطوط الملاحة الدولية من القرصنة في مياه خليج عدن..ويتزايد شعور الغرب بالانزعاج، وفي رسالة بعث بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي نظيره اليمني علي عبد الله صالح الشهر الماضي أبلغه فيها أن الأمن في اليمن أمر حيوي بالنسبة للولايات المتحدة وللمنطقة، وعرض مساعدة اليمن في جهود مكافحة الإرهاب والتنمية والإصلاح. وتحذر منظمات الإغاثة من أزمة إنسانية في الشمال حيث فر نحو 150 ألف شخص من منازلهم منذ بدء التمرد الحوثي في محافظة صعدة قرب الحدود مع السعودية عام 2004. وقبل زعيم المتمردين عبد المالك الحوثي اتفاقا للسلام تم عبر وساطة قطرية في عام 2007، لكنه انهار مرارا وتصاعدت الاشتباكات في العام الحالي لتصبح معارك واسعة النطاق منذ أواخر يوليو الماضي، ووضع صالح شروطا مشددة لوقف إطلاق النار وهو ما رفضه الحوثيون. وللحوثيين -وهم من الزيديين الذين ينتمون إلي المذهب الشيعي الذين حكم أئمتهم اليمن حتي ثورة عام 1962- شكاوي اقتصادية ودينية ويتهمون صالح وهو نفسه من الزيديين بمحاباة السنة. وأشارت الحكومة اليمنية إلي أن إيران تساند المتمردين لكن لا يوجد دليل قوي يؤيد ذلك. الوضع في جنوب البلاد لا يقل سوءا عن شماله مع تصاعد ملحوظ في العنف في العام الحالي بعد مسيرة للمعارضة يوم 28 أبريل الماضي بمناسبة ذكري الحرب الأهلية التي بدأت في عام 1994 والتي هزمت فيها قوات الحكومة اليمنية الجنوب الانفصالي الذي كان يعرف قبل اتفاق الوحدة في عام 1990 بجمهورية اليمن الديمقراطية.