احتفل الصالون المصري الذي اتشرف بعضويته برأس السنة المصرية والتي توافق هذا العام 6251سنة مصرية بعد غياب وتعتيم دام مئات السنين منذ أن محا طابور المستعمرين الذين احتلوا مصر هذا المكون الثقافي المصري العظيم من ذاكرة الشعب المصري تماما وكأنه لم يكن، ضمن محاولاتهم المستمرة لمحو هويتنا المصرية لخدمة مطامعهم الاستعمارية، وقد أثار احياء الاحتفال برأس السنة المصرية (1 توت) الذي يوافق 11-12 سبتمبر، تعجب ودهشة الكثيرين، مثلما أثار اكتشاف هذا التقويم تعجبنا نحن ايضا عندما اكتشفنا وجوده، فلم يتوقع مصري أصيل مطلقا أن هناك حدثا هائلا في التاريخ المصري وحياتنا المصرية بعظمة وضخامة هذا الحدث ولا يعرفه أحد..، فكيف يكون عندنا سنة مصرية وأول تقويم في التاريخ ولم يتحدث أحدعنها مطلقا وفي ظل وجود علماء مصريين متخصصين.. ولماذا هذا السكوت والكتمان الرهيب..؟ بداية التقويم المصري حفر أجدادنا المصريون بأظافرهم في الصخر لكي يخترعوا لنا و للبشرية جمعاء كل شئ جميل نتمتع به حتي يومنا هذا فقد رصد أجدادنا المصريون الظواهر الفلكية علي مدي زمني طويل يقدر ب 13 ألف سنة في مناطق نبطة والعوينات والجلف الكبير جنوب مصر قبل الجفاف ونزوح المصريين الي وادي النيل، واكتشفوا تكرار وحدة زمنية ثابتة تتكرر كل 365 يوما وربع يوم، عند توافق ظهور "سبدت" في السماء ( نجم الشعري اليمنية - سبدت بالمصري القديم)، مع قدوم الفيضان إلي ضفاف معابد العاصمة "أون" بعين شمس، وسموها السنة (رنبت بالمصري)، وقسموها الي 365 يوما مقسمة الي 12 شهرا بكل شهر 30 يوماً وشهرا قصيرا من خمسة أيام ويزيد الي ستة أيام كل 4 سنوات تصحيحا للربع يوم السنوي. كما قسموا الشهر ثلاثة أسابيع بكل أسبوع عشرة أيام ومنها جاءت كلمة عاشوراء نهاية الأسبوع - التي اقتبسها اليهود حين تعلموها عن المصريون وقسم أجدادنا السنة الي ثلاثة فصول فصل للفيضان (آخت) وفصل للصيف (شمو) _ جاء منه اسم عيدنا الشهير شم النسيم - والفصل الثالث للشتاء (اسمه بالمصري القديم برت) _ ومنها جاءت كلمة برد. كما قسم أجدادنا المصريين اليوم الي 24 ساعة 12 صباحا و12مساء وأخترعوا الساعة الشمسية لحساب الزمن بالنهار وساعة مائية لحساب ساعات الليل، ومن المخجل أن يدرس لأولادنا في المدارس معلومات خاطئة وهي أن هارون الرشيد في العصر العباسي هو أول من اخترع الساعة الشمسية والرملية والمائية؛ ياريت بقي نرجع الحق لأصحابه الحقيقيين اللي اكتشفوا كل حاجة ،، يعني نرجعه.. لأجدادنا المصريين. العلاقة بين السنة المصرية والسنة المسيحية اختار المصريين الذين تدينوا بالمسيحية، عام 284 ميلادية (أي سنة 4526 مصرية) بداية للتقويم المسيحي تخليدا لشهداء الاضطهاد الروماني، واستعملوا بالطبع التقويم المصري _ الوحيد الموجود بالعالم آنذاك - كما هو تماما بشهوره واسم عيد رأس السنة باسمه المصري القديم (النيروز)، وقد اقتبسه الفرس ايضا أبان أحتلالهم مصر ونقلوه بنفس اسمه عيد النيروز، اذن فالتقويم المسمي بالقبطي هو أساسا مصري وعيد رأس السنة 1 توت هو عيد قومي وطني بامتياز، ولهذا عندما نظم الصالون المصري احتفال رأس السنة المصرية، عرض علينا بعض أخواننا المصريين من المسيحيين أن يدعمونا ماديا باسم جمعية مسيحية وليكون احتفالا مشتركا وبالرغم من العرض السخي وحاجتنا الملحة لهذا الدعم المادي إلا اننا رفضنا أن يأخذ هذا العيد صبغة دينية فهو عيد قومي وطني أضيف له عيد ديني مسيحي بعد حوالي 4526 سنة ولكنه أساسا عيد مصري، ولا نفهم في الوقت نفسه دعوة المسيحيين للاضراب في هذا اليوم تحديدا، في محاولة منهم لتحويله الي عيد مسيحي يحتفل به نسبة من شعب مصر بدلا من ان يحتفل به الشعب المصري بأكمله فهل المطلوب من المصريين أن ينسوا أويتناسوا 6251 سنة مصرية من أجل 1725 سنة مسيحية، الا يكون الأحتفال بالسنة المصرية اضافة لهم كما هي اضافة لكل المصرين يجب أن يفتخروا بها وبتاريخهم وأجدادهم الفراعنة؟؟ عندما احتفل الصالون المصري برأس السنة المصرية منذ عامين، سألنا بعض الصحفيين وقالوا..الا ترون انكم بهذا الأحتفال تغضبون الأسلاميين والمسيحيين؟ فردينا بأنه علي الغضبانين شئ واحد الا وهو... شطب التاريخ.. ولكن لماذا الغضب من الاحتفال بأول تقويم في التاريخ خاصة وهو اختراعنا المصري من 6251 سنة، وعندما تم تحذيرنا احنا الجالية المصرية في مصر من أن الاحتفال برأس السنة المصرية سيوصمنا بالأ صولية والرجعية؛ أجبنا ببساطة أنه اذا كان الأحتفال برأس السنة المصرية عودة للأصولية اذن فالاحتفال بسنة 2009 ميلادية أصولية كما أن الأحتفال بسنة 1430 هجرية وسنة 1725 مسيحية أيضا أصولية ورجعية، وأخيرا، أسفرت جهود الصالون المصري في ادراج هذا الحدث العظيم في الكتب التعليمية المصرية، لتدريسه للأجيال المصرية الصاعدة. وكم نحن اليوم في أمس الحاجة لأن تعترف الدولة المصرية رسميا بالتقويم المصري وتحتفل مع الشعب المصري بأكمله برأس السنة المصرية، فهذا الحدث التاريخي خلد ولادة الدولة المصرية الأولي في التاريخ منذ 6251سنة.. هذه الأمة التي ولدت مصرية قبل أن تكون مسيحية أو مسلمة.. وستظل ابد الأبدين مصرية، فقط مصرية.