هل انتهي زمن رونالدو؟ هل بدأ نجم السامبا الكبير مرحلة النسيان والوداع؟ أم أنه قبل التحدي الأخير بعد الإصابات الطويلة التي لحقت به منذ شهر فبراير الماضي (تمزق كامل في عظمة الركبة اليسري) وسيعود أفضل مما كان.. وهل بمقدوره العودة حقاً وقد بلغ الثانية والثلاثين من عمره؟، ولماذا تخلي عنه ناديه السابق ايه.سي.ميلان ولم يجدد له عقده الذي انتهي في يونيو 2008؟ أسئلة كثيرة تتردد حول هذا النجم الذي لطالما أمتع الملايين بلعبه وأهدافه الجميلة وسرعة انطلاقته التي تصنع الفارق والتميز عنده والتي صنعت في الوقت نفسه اسمه وجعلت منه أعظم هداف في تاريخ كأس العالم (15 هدفاً)، علاوة علي حصوله علي جائزة الكرة الذهبية لمجلة ''فرانس فوتبول'' مرتين (1997 و2002). ولأن رونالدو بلغ الثانية والثلاثين من عمره يوم 22 سبتمبر الماضي حيث إنه من مواليد عام 1976، كان من الطبيعي طرح مثل هذه الأسئلة، فما كان يفعله رونالدو في العشرينيات ومن قبلها لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يكرره وهو في الثانية والثلاثين من عمره، خاصة مع الاصابات المؤثرة التي تخللت مشواره الكروي والتي كان لها دور في تراجع مستواه كثيرا خلال الاعوام الاخيرة ويكفي ان نعلم انه لم يشارك طوال موسم 2007- 2008 مع فريقه ميلان إلا في 6 مباريات فقط سجل خلالها هدفين فقط وبلغ مجمل ما لعبه في المباريات الست 320 دقيقة فقط بمتوسط 53.3 دقيقة في المباراة الواحدة، وحتي المباريات الخمس التي شارك فيها منتخب بلاده خلال مونديال ألمانيا 2006 لم يكن هو رونالدو الذي نعرفه بسرعته وانطلاقاته الصاروخية، وإنما كان شبحا منه. والذي يجعل الكثيرين غير متفائلين بإمكانية عودة رونالدو الي ما كان عليه من مستوي عال وأداء راق، ان أياً من الأندية الكبري في أوروبا لم يسع في طلب خدماته، بل إن ناديه السابق ميلان لم يهتم كثيرا ببرنامجه العلاجي ولم يقف الي جواره في محنته وإن كان مسئولو هذا النادي نفوا تماما تجاهلهم له، وإنما نسبوا مشكلته في ميلان الي علاقته السيئة مع الجهاز الطبي للفريق، وقالوا إن رونالدو الذي كان يوماً ما رقم واحد في العالم، يعاني من مشكلات كثيرة علي المستوي البدني. ولكن نجم السامبا الكبير غير مقتنع بحقيقة أنه في طريقه الي التواري والاعتزال وأنه دخل مرحلة النسيان، وخضع لبرنامج تأهيلي صارم لاستعادة كامل لياقته البدنية والذهنية والفنية، وهذا البرنامج ينفذه في ريو دي جانيرو بالبرازيل مسقط رأسه بعد أن تخلي عنه نادي ميلان الايطالي تماما. صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية حرصت علي زيارة النجم البرازيلي الكبير هناك لمتابعة حالته وأجرت معه حوارا أكد فيه رونالدو أن برنامج تأهيله يسير سيرا حسنا وأنه لم يعد يشعر بأي ألم في ركبته وانه يجري تدريبات شاقة جدا لتقوية العضلات التي مازالت ضعيفة وعلق قائلاً: أجري التدريبات طوال الاسبوع مرتين يوميا، صباحا بالجيمانزيوم لتقوية العضلات، وبعد الظهر تدريبات في الملعب وعلي البلاج وتدريبات فنية وسباحة، وقال: ''أعتقد أنني أحرز تقدما ملموسا في هذا البرنامج الصارم''. ورداً علي سؤال حول اسباب تفضيله استكمال برنامجه التأهيلي في ريو دي جانيرو وتحديدا داخل المركز الخاص بنادي فلامينجو، قال رونالد: ''إنني أعرف جيدا الجهاز الطبي في هذا النادي وهو جهاز يضم متخصصين أكفاء وكانوا قد ساعدوني علي العودة سريعا عندما أجريت أول جراحة في نوفمبر 1999. وأنا أثق فيهم ولقد فتح لي مسئولو النادي أبوابه حتي يمكنني استكمال الجزء الأخير من برنامج تأهيلي والخاصة باللياقة البدنية وهي أصعب مرحلة''. وعندما سألته الصحيفة عن أسباب إصراره علي العودة وقد بلغ هذه السن (32 سنة) قال رونالدو: ''إنه رهان صعب حددته لنفسي، رهان يستلزم تضحيات كبري، وحبي للكرة هو الذي يدفعني الي أن أكون جاهزا لبذل أقصي الجهد للعودة، وهذه الرغبة تدفعني الي الاستيقاظ كل صباح والعمل بقوة للعودة الي مستواي وسوف أعود''.