تشهد بطولة كأس القارات هذا العام غياب العديد من النجوم، الذين كان من المتوقع أن يساهموا بإبداعهم الكروى فى خروج البطولة بشكل مميز لأسباب مختلفة تنوعت ما بين الإصابة أو الاستبعاد من قبل المدير الفنى للفريق، وتعتبر منتخبات البرازيل وإسبانيا ومصر وإيطاليا هى الأكثر تأثرًا بغياب النجوم، لعدم وجود عدد من اللاعبين المؤثرين فى هذه المنتخبات، يأتى على رأس هؤلاء النجوم ساحر منتخب السامبا البرازيلى رونالدينهو، نجم وسط ميلان الإيطالى، الذى تألق فى بطولة القارات السابقة بألمانيا 2005، التى سجل خلالها ثلاثة أهداف، إلا أن قرار كارلوس دونجا، المدير الفنى لمنتخب البرازيل، استبعاده من صفوف المنتخب البرازيلى أثار جدلًا كبيرًا فى البرازيل، نظرًا للشعبية الهائلة التى يحظى بها اللاعب فى بلاده، فضلًا عن جنوب أفريقيا نفسها التى كان جمهورها يمنى نفسه برؤية اللاعب، إلا أن دونجا أعلن أن اهتمامه الأساسى والفيصل فى الاختيار كان النواحى الفنية التى تؤكد أن رونالدينهو لا يستحق الانضمام للمنتخب لغيابه عن ميلان الإيطالى معظم فترات الموسم سواء للإصابة أم للاستبعاد من قبل المدرب. وثانى أبرز اللاعبين الغائبين عن منتخب السامبا فى البطولة كان هداف بطولة الموسم الماضى والحائز على جائزة أفضل لاعب فى البطولة أدريانو، مهاجم فلامنجو البرازيلى، وعلى الرغم من أنه أحد العناصر الأساسية فى تشكيلة دونجا فقد استبعده لظروف الأزمة الطاحنة التى مر بها اللاعب هذا الموسم ورحيله المفاجئ عن انتر ميلان والاتهامات التى وجهت له بتعاطى المخدرات، على الرغم من نفى دونجا مثل هذه الشائعات، فإنه فضل عدم استدعائه حتى يستعيد عافيته ويعود لمستواه مع فلامنجو، كما فضل دونجا استبعاد رونالدو، هداف كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، لعدم استعادته كامل لياقته البدنية رغم أنه ظهر خلال مبارياته الأخيرة مع كورينثيانز بشكل جيد يؤكد أنه بدأ يستعيد مهاراته بعد رحلة علاج طويلة من الإصابة، إلا أن وزنه الزائد بشكل واضح يؤثر على لياقته البدنية بشكل واضح، وهو ما أكده اللاعب نفسه عندما قال إنه ليس فى المستوى الذى يؤهله للعودة للمنتخب البرازيلى. يأتى ذلك فى الوقت الذى حرمت فيه الإصابة الجماهير من متابعة الموهوب أندرياس إنيستا، نجم برشلونة والمنتخب الإسبانى، وأوضحت الفحوصات الطبية التى أجريت لإنيستا إصابته فى الفخذ مما يجعله يحتاج للراحة لمدة شهرين. وقال طبيب الاتحاد الإسبانى أوسكار ثيلادا: «هناك فرصة كبيرة بأن يتعرض لانتكاسة فى حال مشاركته، لقد تعرض لواحدة فى نهائى دورى أبطال أوروبا ولا نريد واحدة أخرى. تلزمه فترة طويلة للتعافى». ونفس الأمر ينطبق على ماركوس سيينا، نجم نادى فياريال الإسبانى صاحب الأصول البرازيلية، الذى تألق خلال كأس الأمم الأوروبية، وأبهر الجميع بمستواه فى مركز لاعب الوسط المدافع. وفجر الإيطالى المخضرم مارسيلو ليبى مفاجأة كبيرة بعد استبعاده النجم الإيطالى أليساندرو ديل بييرو، قائد يوفنتوس، دون أن يبدى سببًا واكتفى بالاعتماد على بعض النجوم الشباب، ولم يستدع من أصحاب الخبرة سوى 12 لاعبًا فقط من الذين ساهموا فى الفوز بكأس العالم 2006، كما استبعد ليبى مهاجم فيورنتينا أنطونيو كاسانو، بيد أنه كان من المتوقع غياب كاسانو عن إيطاليا فى القارات، بسبب الخلاف مع ليبى. أما أبرز الغيابات فى المنتخب الوطنى المصرى فكان عدم استدعاء حسن شحاتة، نجم هجوم ويجان الإنجليزى ومنتخب مصر، أحمد حسام «ميدو» لصفوف المنتخب وسط دهشة الجميع، لحاجة المنتخب لجهوده لما يمتلكه من خبرة وثبات فى المستوى فى الفترة الأخيرة ومشاركته فى جميع مباريات فريقه، فيما حرمت الإصابة منتخب «الفراعنة» من نجمه عماد متعب بعد تعرضه لقطع فى الرباط الخارجى للركبة، وازدادت الأمور سوءًا بعد تعرض عمرو زكى، مهاجم الفريق الوحيد لتمزق فى العضلة الخلفية خلال مباراة الجزائر بتصفيات كأس العالم، وخروجه من القائمة لينضم محمد محسن أبوجريشة، مهاجم الإسماعيلى بدلًا منه. أما المنتخب المضيف جنوب أفريقيا فيغيب المدافع ناصف موريس عنه حيث استبعده جويل سانتانا، المدير الفنى، لعدم انضباطه، إلا أن غياب هداف بلاكبيرن الإنجليزى عن قائمة منتخب «البافانا بافانا» التى ضمت 30 لاعبًا هو الحدث الأبرز حيث سبق أن اعتذر اللاعب عن تلبية دعوة المنتخب إلا أنها المرة الأولى التى يتم فيها استبعاده من قائمة الفريق رغم إعلانه مسبقًا استعداده تمثيل بلاده فى كأس القارات. وأجبرت الإصابة المدافع العراقى قصى منير على الغياب عن منتخب بلاده، بسبب الإصابة فى الدورى القطرى، التى ستبعده عن الملاعب لمدة تصل إلى أكثر من شهر. فيما يغيب عن منتخب نيوزيلندا قائد الفريق ريان نيلسن، الذى سبق أن لعب 38 مباراة دولية مع منتخب نيوزيلندا، وكان اللاعب الوحيد بالمنتخب الحالى الذى سبق له اللعب فى مشاركتى نيوزيلندا السابقتين بكأس القارات فى عامى 1999 و2003.
