فجرت محكمة جنح سفاجا مفاجأة من العيار الثقيل بإصدارها أحكاماً بالبراءة لممدوح إسماعيل وجميع المتهمين في قضية غرق العبارة السلام 98واكتفت بمعاقبة صلاح جمعة قبطان العبارة بالحبس 6 أشهر وكفالة 10 آلاف جنيه. وكان أسرع طعن تتقدم به النيابة العامة في تاريخ القضاء المصري هو الطعن الذي قدمته علي الحكم ببراءة ممدوح إسماعيل وجميع المتهمين في القضية التي أسفرت عن غرق 1033 مواطنا في البحر وإصابة 733 آخرين. وسيطرت حالة من الصراخ الهستيري والتهديدات بالثأر علي قاعة المحاكمة بعد أن نطق المستشار بحكم البراءة لجميع المتهمين في قضية العبارة السلام 98 في أعقاب 21 جلسة من جلسات الاستماع لمرافعات النيابة والدفاع في القضية التي شغلت الرأي العام طوال 30 شهرا. وقالت النيابة التي قامت بدراسة أسباب حكم البراءة فور صدوره إن الحكم خالف الثابت بالأوراق وانطوي علي فساد في الاستدلال وقصور في التسبيب وتعسف في الاستنتاج وأمر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بتحديد جلسة عاجلة لنظر الطعن أمام محكمة جنح مستأنف سفاجا. كانت محكمة جنح سفاجا قد أسدلت الستار علي قضية غرق العبارة السلام 98والمتهم فيها ممدوح إسماعيل رئيس الشركة وابنه عمرو وآخرون حيث قضت ببراءة جميع المتهمين من التهم المنسوبة إليهم بينما عاقبت المتهم صلاح جمعة قبطان العبارة بالحبس 6 أشهر وكفالة 10 آلاف جنيه. كانت قائمة الاتهام قد شملت المتهمين ممدوح إسماعيل رئيس مجلس إدارة شركة السلام للنقل البحري ونجله عمرو نائب رئيس الشركة والمهندس ممدوح عبدالقادر عرابي مدير الأسطول البحري بالشركة والقبطان صلاح جمعة ربان العبارة ونبيل السيد شلبي مدير فرع الشركة في سفاجا وعماد الدين أبوطالب مهندس بالشركة فيما انقضت الدعوي عن 4 متهمين لوفاتهم. وأكد شهود عيان أنه بعد صدور الحكم سادت حالة من البكاء والصراخ داخل قاعة المحكمة وخارجها وأشار محامي الضحايا إلي أن المتهم الأول قريب من مؤسسة الحكم مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن استئناف الحكم للشق المدني وقال أهالي الضحايا لنهضة مصر إنهم سوف يستأنفون الحكم وسوف ينظمون العديد من المظاهرات للمطالبة بإعادة محاكمة ممدوح إسماعيل بينما قالت والدة أحد الضحايا إنه كان يجب أن تتم محاكمة المتهمين أمام محكمة الجنايات وليس أمام محكمة الجنح.. وفور النطق بالحكم أكد منتصر الزيات محامي الضحايا أن ملابسات العبارة السلام 98 الغارقة تكشف فساد أصحاب المال ورجال السلطة وقال إن هذه الطبقة سيطرت علي مقاليد الحكم في مصر لأن رأس المال هو الذي يعطي القوة واعتبر أن هذه الطبقة حلت محل طبقة الإقطاع في مصر. وحذر منتصر الزيات من أنه إذا لم يحصل الأهالي علي حقوقهم فسينفتح باب من الشر علي مصراعيه للحصول علي هذه الحقوق لأن معظم المجني عليهم من أهالي الصعيد الذين يأخذون حقوقهم بأيديهم وهذا ما ردده أهالي الضحايا فور النطق بالحكم.