اختتمت القمة العربية فى دمشق يوم الاحد من دون ان تحقق اختراقا على صعيد الازمة فى لبنان، وبدا ان معالجتها لا تزال رهنا بتقارب بين الرياضودمشق امل وزير الخارجية السورى وليد المعلم بتحقيقه. واعتبر الزعيم الليبى معمر القذافى ان القمة التى غاب عنها نصف القادة العرب لم تؤد الى نتائج، "شأنها شأن القمم العربية السابقة" وان حاولت سوريا على قوله تذليل الخلافات. واكدت المقررات الختامية للقمة "الالتزام بالمبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية اللبنانية الى انجاز انتخاب المرشح التوافقى العماد ميشال سليمان فى الموعد المقرر والاتفاق على اسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فى اسرع وقت ممكن". وشددت على "وضع العلاقات اللبنانية السورية على المسار الصحيح بما يحقق مصالح البلدين وتكليف الامين العام (للجامعة العربية عمرو موسى) البدء بالعمل على تحقيق ذلك". واعلن المعلم فى مؤتمر صحافى ختامى ان القادة العرب لم يناقشوا الملف اللبنانى لانهم ارتأوا انه "لا يجوز بحث موضوع لبنان فى غياب لبنان". والمقررات الختامية للقمة حول لبنان جاءت تأكيدا لقرارات سابقة، وخصوصا قرار ناقشه وزراء الخارجية العرب فى الخامس من مارس وجددوا فيه التمسك بالمبادرة العربية. وشدد المعلم على ان "لا احد يحل مكان اللبنانيين ليتوصلوا الى توافق". واضاف "سوريا وحدها لا تستطيع والسعودية وحدها لا تستطيع، بجهد سورى سعودى مدعوم من قبل الدول العربية نستطيع تشجيع اللبنانيين على التوافق". وقاطع لبنان القمة، واتهم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سوريا بعرقلة انتخاب رئيس. وتحدث المعلم ايضا عما سماه "تحريفا" للمبادرة العربية حول لبنان، وقال "المبادرة العربية واضحة والعرب اتفقوا على ثلاث نقاط متكاملة، ولكن يجرى الان تحريف لهذه المبادرة، هذا خروج عن المبادرة". وتنص المبادرة على انتخاب رئيس توافقى للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها للرئيس الصوت الوازن ووضع قانون جديد للانتخاب. وتدعو سوريا وحلفاؤها فى لبنان الى تطبيق المبادرة كسلة متكاملة، فى حين تتمسك الاكثرية المناهضة لدمشق باولوية انتخاب رئيس للجمهورية. وقد اعتبرت المعارضة اللبنانية ان هذه القمة اعطت فرصة اضافية للحل فى لبنان على اساس المبادرة العربية، فى حين رأت الاكثرية فى القمة تأكيدا على ان الحل لا بد ان يمر عبر اشراف وزارى عربى على ملف العلاقات اللبنانية السورية. المنسق العام لقوى الرابع عشر من اذار المناهضة لسوريا فارس سعيد قال "ان اللبنانيين على لسان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. اكدوا ان الازمة اللبنانية مرتبطة بالعلاقات اللبنانية السورية، فى حين ان سوريا عملت خلال القمة على التشديد ان الازمة هى نتيجة خلاف الافرقاء اللبنانيين بين بعضهم البعض". واعتبر سعيد انه "تم تبنى وجهة النظر اللبنانية من قبل جزء كبير من العالم العربى ومن العالم، فى حين فقدت وجهة نظر سوريا مصداقيتها". من جهته، راى النائب المعارض من حركة امل على حسن خليل ان "تأكيد قمة دمشق على الالتزام بالمبادرة العربية للحل فى لبنان فرصة لاعادة وضع المبادرة موضع التنفيذ، ونحن كمعارضة نجدد تأكيد التزامنا بها". وحول ما اذا كانت قمة دمشق قد تعطى دفعا او قد تفرمل الحل فى لبنان، قال النائب خليل لوكالة فرانس برس "ان الدفع لا بد ان تخلقه ارادة اللبنانيين وهو مطلوب من اللبنانيين انفسهم" قبل ان يطلب من العرب. وردا على سؤال عما اذا كان يرى من المفيد دعوة وزراء الخارجية العرب للاجتماع لبحث ملف العلاقات اللبنانية السورية، قال النائب عن حركة امل "ليس بالضرورة"، مضيفا "نحن مع تصحيح العلاقات اللبنانية السورية واعادة بنائها وفق القواعد التى حددها اتفاق الطائف" عام 1889. الا انه استطرد داعيا الى دور سورى سعودى فى لبنان. وقال "سوريا وحدها لا تستطيع (الحل)، المملكة السعودية لا تستطيع وحدها، الا اننا بجهد سورى سعودى وراء الامين العام نستطيع ان نتوصل الى تشجيع اللبنانيين على التوافق". وكان الرئيس السورى بشار الاسد قال فى افتتاح القمة ان "الحل فى لبنان يبقى بيد اللبنانيين انفسهم، فلهم وطنهم ومؤسساتهم ودستورهم وهم يملكون الوعى اللازم لذلك". وردا على دعوة الرئيس السورى هذه، قال فارس سعيد "اذا كان الخلاف هو بين اللبنانيين بشكل اساسى فقد اتفق اللبنانيون على طاولة الحوار على ضرورة ترسيم الحدود مع سوريا وعلى ضرورة اقامة علاقات دبلوماسية معها"، مضيفا "واذا كان الرئيس السورى حريصا على سيادة لبنان ليبدأ بالموافقة على هذا الترسيم وعلى تبادل السفراء" ما دام هناك اتفاق على هاتين النقطتين. وتابع سعيد "ان مقولة النظام السورى بانه لا يتدخل فى لبنان سقطت خلال القمة وتبين امام الراى العام ان الازمة السياسية فى لبنان ترتبط بالعلاقات اللبنانية السورية وليس بخلاف لبناني".