علي الرغم من كونها ظاهرة علمية تظل محل بحث وجدل بين العلماء إلي أن تثبت صحتها من زيفها، لم يتوقف الهجوم علي ظاهرة "الاستنساخ" والمؤيدين لها، والمبرر وقتها أنها نظرية "ملحدة" تتلاعب بالخلق الإلهي، ومحاولة لتخليق أجنة تتعارض والعقائد السماوية. لكن يبدو أن "الاستنساخ" لم يعد مقصورا علي العلماء أو الذين أطلق عليهم البعض "عباقرة لديهم مس من الجنون"؛ فالظاهرة انتقلت إلي الساحة السينمائية من خلال منتجين أجروا تعديلا علي نظرية "الاستنساخ" بحيث تعمدوا استنساخ التجارب نفسها بوجوه جديدة أو موضوعات قريبة إلي حد كبير!! فمن بعد استنساخ المنتج حسين القلا لتجربته الناجحة في "أوقات فراغ" من خلال تجربة "الماجيك" أصبح لدي المنتجين هوسا بالسير علي خطي "أوقات فراغ" والتظاهر بالدفع بوجوه جديدة، في عناصر التمثيل والتأليف والإخراج، وهو ما فعله المنتج هاني جرجس فوزي في أكثر من فيلم والمنتج محمد العدل في "شارع 18" والمنتج محمد حسن رمزي في "عجميستا" وغيرهم. فهل كانت النية خالصة لوجه الله ولصالح السينما المصرية أم أن هناك أسبابا أخري؟ المنتج حسين القلا صاحب التجربة الأولي في تقديم الأصل "أوقات فراغ" ثم استنساخه في "الماجيك" يضع النقاط فوق الحروف بقوله: ليس استنساخا ولا استثمارا لنجاح هذه المجموعة الرائعة من الشباب لكنها فرصة جديدة منحناها لهم لأنهم استحقوها بجدارة، فحين قدمت "أوقات فراغ" لم يتوقع أي منتج أو موزع أن يحقق الفيلم هذا النجاح أو هذا الصدي ربما لأن الروتين أصبح يسيطر علي المنتجين والموزعين وأصحاب دور العرض يرون أنه لابد أن يوجد اسم فنان بعينه علي الأفيش لينال رضا الجمهور ويحقق إيرادات وحجتهم في هذا أن الإيرادات هي المقياس الوحيد بصرف النظر عن جودة العمل نفسه، لكنني كمنتج عاشق لهذه المهنة وأحب أن تكون دائما علي أفضل مستوي، خصوصا أن جيل الرواد عودنا أن نبذل كل ما في وسعنا لتقديم أعمال نظيفة وهادفة حتي لو خسرنا من ورائها، آمنت بهذه المجموعة وقدمتها في "أوقات فراغ" فحققوا أكثر من المتوقع بمراحل رغم أنهم يمرون بتجربتهم الأولي لذلك استحقوا فرصة ثانية مع التوضيح أن القصة في الأصل تشبههم كثيرا فهم مجموعة من الشباب العادي الذي يمكن أن تقابله في أي مكان وتعيش أحداثهم فتتعاطف تارة وتغضب منهم تارة أخري، لكنني لم أقدم فيلما يستجدي ضحك المشاهد لأبيعه للفضائيات. أما المنتج هاني جرجس فقدم "استغماية" ثم "علاقات خاصة"، وكذلك فيلم "توتي فروتي" بنفس المجموعة تقريبا مع تعديلات في بعض الأسماء ويقول: لماذا لا نؤكد النجاح بنجاح آخر طالما بدأنا المشوار؟ فمن المؤكد أن نجاح فيلم "استغماية" هو الذي قادنا إلي "علاقات خاصة" الذي نجح أيضا والنجاح لا يأتي سوي بالاجتهاد ونحن نجتهد لنمتع الناس، خصوصا أن الشباب الجديد حماسه أعلي وأقوي بعشرات المرات من النجوم الكبار؛ بدليل أنك تستطيع أن تختار ستة منهم وأكثر للبطولة بينما النجم أو النجمة يريد أن ينفرد وحده بالبطولة وهي نظرية أرهقت المشاهد والمنتجين فلماذا أذهب لمشاهدة فيلم لنجم واحد وفي إمكاني رؤية وجوه جديدة وأكثر من بطل لأكثر من حدث؟ أما المنتج محمد حسن رمزي فيقول: فيلم للشباب وبالشباب نوعية تحتاجها السينما بعدما أصبح الإنتاج متنوعا ويحتمل كل الأفكار الجريئة والقوية والمغامرة أيضا، ومن الطبيعي أن يلجأ أي منتج نجح بالوجوه الجديدة لاستثمار هذا النجاح، فيلم آخر ربما لا يكون حظه وفيرا في النجاح لكن ولا شك سيذهب إليه الجمهور ليشاهد ما يقدمون في خطوتهم الثانية سواء نجحوا فيها أم لا، وهذا سيؤدي إلي انتعاش سوق الإنتاج السينمائي وظهور وجوه شابة بجانب النجوم الكبار وهذا التنوع لصالح الجمهور والمنتج أيضا الذي لن يحتار عند اختيار أبطال أفلامه، فهناك منتج سبقه وغامر بهؤلاء الشباب ونجح معهم، وبالتالي يختار من بينهم دون عناء ولن نسميه استنساخا، لكن من الممكن أن نطلق عليه "استثمارا" لنجاح لم يكن متوقعا علي الإطلاق. وعن تجربته في "عجميستا" لتقديم ابنه كوجه شاب في بطولة أيضا قال: شريف رمزي ليس وجها جديدا لأنه قدم أفلاما ولعب أدوارا عرفه الجمهور من خلالها، وإذا كنت أنوي أن أنتج له أفلاما لفعلت هذا منذ طرق أبواب الفن، لكنني انتظرت حتي وجدت دورا يناسبه فمنحته إياه كأي منتج آخر لا يجامل في عمله، وإن لم يكن صاحب موهبة حقيقية لكان الفشل حليفه حتي لو أنتجت له 10 أفلام سنويا. شريف رمزي بطل "عجميستا" يؤكد وجهة النظر السابقة بقوله: لم أكن بطلا منفردا في الفيلم لأن البطولة كانت مناصفة بيني وبين خالد أبو النجا، لكن النموذج الذي قدمته في الفيلم أعجب المشاهدين لكونه محور الأحداث ولهذا رأي معظم الناس أنني البطل وهذا أسعدني كثيرا لأنه أضيف لنجاحاتي السابقة في أفلامي السابقة مثل "العيال هربت" الذي قدمت فيه لونا مختلفا تماما عن "عجميستا" وهو ما جعل والدي يتحمس لي لأنه قال لي من قبل لن أنتج أفلاما لك إلا إذا أصبحت مناسبا لدور ما، وعليك أن تثبت جدارة، وهو ما سعيت له وحققته بحمد الله. تقول سارة بسام: بطلة 3 أفلام من إنتاج هاني جرجس: لقد استمتعت جدا بالعمل السينمائي خاصة أنني في كل مرة كنت أقدم شخصية مختلفة عن التي سبقتها، وأعتقد أن خبرتي الفنية زادت بنسبة 80% وفي زمن قياسي، وأتمني أن يقوم كل منتج باستثمار نجاح أي فيلم يقدمه للشباب لأنه يمنح الفرصة لشباب لديهم موهبة حقيقية ويتمنون فرصة للظهور ربما حققوا بها ما لم يحققه نجوم كبار في أفلام تكلفت ملايين، فأنا أحيي كل منتج فعل هذا وأعطي الفرصة لحماس الشباب للظهور للناس بل والإبقاء عليه لأفلام أخري. أحمد حاتم أحد أبطال "أوقات فراغ" وهو بطل فيلم "الماجيك" أيضا قال: لا أجد سببا يمنع المنتج من عدم استثمار نجاح فيلم له بنفس الأبطال لأن النجوم الكبار حين يقدمون شخصية ما في فيلم وتنجح يستثمرونها لعدة أفلام طالما تحصد النجاح تباعا منذ عهد إسماعيل يس الذي قدم سلسلة أفلام تبدأ باسمه، وفي العصر الحالي لدينا مثال آخر في شخصية "اللمبي" التي حين قدمها محمد سعد لم يكن بنفس شهرته حاليا، ولهذا أجد أن هذا الاستثمار مشروع جدا ويتابعه الجمهور مثلما يتابع الجرائد يوميا أو البرامج الناجحة. عمرو عابد بطل فيلم "أوقات فراغ" ثم "الماجيك" يقول: ليت كل المنتجين يصنعون أفلاما للشباب بجانب أفلام النجوم، لأن الشباب لديهم طاقات أكبر مما يتخيل أي منتج وأكبر من الموجود داخل أي فنان كبير وهو ما حدث حين اختارنا المنتج حسين القلا لبطولة "أوقات فراغ" ثم "الماجيك".