شهدت الندوة التي نظمتها مؤسسة هيكل للصحافة العربية تحت عنوان "حرب 73 وإدارة الصراع العربي الإسرائيلي خلافات في الرأي حول اتفاقية كامب ديفيد، ففيما رأي الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب، وهاني شكر الله المدير التنفيذي لمؤسسة هيكل، أن اتفاقية كامب ديفيد لم تجلب السلام لمنطقة الشرق الأوسط، فيما رأي أحمد ماهر وزير الخارجية السابق، والسير الستر هورن المؤرخ البريطاني الشهير، أن الاتفاقية نجحت في وقف الحروب بالمنطقة علي مدي 35 عاما. بدأ اللقاء بمحاضرة ألقاها هورن تساءل فيها عن تأثير الرسائل المتبادلة بين السادات وكيسنجر حول وقف إطلاق النار بعد حرب 1973، وهل الاتفاقية ساهمت في عزل دور مصر الحضاري عن المنطقة أم لا؟ وشكك محمد سلماوي في جدوي اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، مؤكدا أن الإسرائيليين لا يلتزمون بأية اتفاقية سلام بدليل حصار وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة وحرب لبنان وإشعالهم الحروب في كل مكان وأن منطقة الشرق الأوسط زادت اشتعالا بعد كامب ديفيد. بينما السير ألستر هورن أكد أن السادات كان رجلا عظيما وأتمني أن تحدث معجزة لكي يظهر سادات آخر في إسرائيل يعمل علي وقف ما يحدث الآن في غزة ويقضي علي التقلبات والهشاشة التي أصابت منطقة الشرق الأوسط والتقدم نحو السلام. وحول علاقة أمريكا والاتحاد السوفيتي بحرب أكتوبر أكد السير ألستر أن السفير الإسرائيلي مارس ضغوطا كبيرة علي أعضاء الكونجرس وعلي وزير الخارجية كيسنجر في ذلك الوقت حتي كاد يفقد الأخير أعصابه، مضيفا أن حجم المساعدات العسكرية التي قدمت لإسرائيل في هذه الحرب جعل بعض المؤرخين يعتقد أنها كانت أكبر من حجم الأسلحة والمعدات العسكرية التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية. ومن جانبه أكد وزير الخارجية السابق أحمد ماهر أن السادات لم يكن يهدف من حرب 73 تحرير سيناء عسكريا، ولكن فعلها من أجل إفساح المجال للسلام وحل القضية العربية الإسرائيلية، ولكن الحظ لم يحالفه لحل القضية الفلسطينية.