وسط حالة من الجدل الشديد التي انتابت الأوساط السياسية في الأيام الأخيرة قبل لقاء وفد الكونجرس الأمريكي مع نواب البرلمان أمس وبينهم نواب من جماعة الإخوان المسلمين. نفي الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس كتلة نواب الإخوان المسلمين وجود أي اتفاق بين الكتلة ووفد الكونجرس الأمريكي للقاء وحوار سري. وقال الكتاتني في تصريح له عقب مشاركته وفد مجلس الشعب برئاسة د. فتحي سرور رئيس البرلمانه في جلسة الحوار التي عقدت بمقر البرلمان مع وفد الكونجرس إنه حتي لو كان هناك حفل استقبال ودعي إليه لن يحضره لأنه لن يكون هناك جديد وأكد الكتاتني أن كل القضايا التي أثيرت خلال اللقاء كانت متعلقة بالقضايا السياسية في الشرق الأوسط ولم يتطرق الحديث إلي أي من القضايا الداخلية سواء الإصلاح السياسي أو انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري. وأن ما أثير كان يدور حول ملف العراق والقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني. وأضاف الكتاتني لقد أبلغتهم أن المنطقة تشهد العديد من بؤر الصراع وحينما تذهب إلي أفغانستان أو العراق أو دارفور وغيرها تجد الأصابع الأمريكية وسياسة أمريكية ظالمة غير متوازنة في بؤر الصراع جعلت شعوب المنطقة تكره السياسة الأمريكية في إدارة الملفات فيما يبدو أن الهدف هو أن تظل أمريكا في المنطقة. وفيما بدا أنه لم يحدث أي جديد في هذه اللقاءات، تناول اللقاء استعراض العلاقات المصرية الأمريكية من جميع النواحي خاصة البرلمانية وساد الاتجاه إلي ضرورة تكثيف اللقاءات البرلمانية بين الجانبين تدعيما للعلاقة الشعبية التي تساعد علي تفهم المواقف وتقاربها. وشرح سرور في بداية اللقاء الموقف علي الصعيدين الإقليمي والدولي وأكد علي ثوابت السياسة المصرية الداعمة للسلام وطرح علي الجانب الأمريكي العديد من التساؤلات المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط خاصة فلسطين ولبنان والعراق وإيران وأوضح أنها جميعا مشاكل معقدة وتحتاج إلي الحكمة في معالجتها بسبب التشابك بينها. وأكد أن الإسراع في حل المشكلة الفلسطينية هو لب المشاكل ويؤدي إلي استقرار المنطقة وبالتالي المساعدة علي حل باقي المشاكل وأن الولاياتالمتحدة تملك مفتاح الحل إذا استطاعت المساهمة الفعالة في التوصل إلي حل شامل وعادل للمشكلة الفلسطينية. في غضون ذلك لم ينجح لقاء أعضاء الكونجرس الأمريكي أمس في الإجابة عن أسئلة نشطاء حقوق الإنسان حول حدود الدور الأمريكي في مصر وإلي أي مدي تنظر الولاياتالمتحدة لمستقبل البلاد. حضر اللقاء عدد من نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منزل السفير الأمريكي وحضرته الدكتورة هدي بدران رئيسة رابطة المرأة العربية وإنجي حداد من حركة شايفينكو وهشام قاسم رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والكاتب السياسي طارق حجي ويوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة وطني وأحمد سميح مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف. وخلال الحوارات مع أعضاء الكونجرس تحدث هشام قاسم عن مشكلة الأحزاب المصرية في مصر مؤكدا أن كل الضربات التي توجه للأحزاب المدنية وحصار الحكومة لها يصب في مصلحة الإخوان المسلمين. وتناولت إنجي حداد ممثلة شايفينكو فساد المجتمع المدني في مصر والذي ظهر في مراقبة عدد من المنظمات بتمويل أمريكي لانتخابات الشوري رغم ضعفها وظهور منظمات تراقب هذه المنظمات وهو أمر يشير بوضوح لأن مراقبة هذه الانتخابات أمر غير ضروري ويدلل علي وجود شبهات فساد في المجتمع المدني وامتد للتأثير علي العمل السياسي المصري. وأكد أحمد سميح مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف أن منظمات حقوق الإنسان لديها سؤال ضخم بلا إجابة ويتعلق بمستقبل مصر وكيف ستسير الأمور في المستقبل مشيرا إلي أن الحكومة ورجال الأعمال والأحزاب السياسية ليس لديها أي إجابة حول هذا السؤال. وتناول سميح أيضا أزمة انتشار مظاهر الفساد المالي والإداري في مصر مشيرا إلي أن الفساد أصبح ثقافة شعبية يصعب القضاء عليها. وأوضح سميح ل نهضة مصر أن أعضاء الكونجرس اكتفوا بسماع تعليقات النشطاء ولم يعلقوا بأي حديث حول الموضوعات التي تطرقوا إليها حول مأدبة الغداء