عادت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس مرة اخري الي زياراتها المكوكية، وهذه المرة كان العالم يترقب بشغف ما سوف يسفر عنه لقاؤها الثلاثي مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "ابو مازن" وكانت اهمية هذا اللقاء ترجع الي انه بمثابة الاعلان عن الموقف الامريكي من اتفاق مكة بين فتح وحماس، فقد اتسم الموقف الامريكي قبل اللقاء الثلاثي بتحفظ شديد انتظارا لتشكيلة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة، وللقاء الثلاثي بين رايس واولمرت وابو مازن. وعلي الرغم من الآمال التي عقدت علي هذا اللقاء اختتمت المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية التي استضافتها رايس في فندق بالقدس يوم الاثنين الماضي بوعد مبهم للاجتماع مرة اخري ودون دلالة تذكر علي احراز تقدم في احياء خطوات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة. وحضر أولمرت وابو مازن المحادثات التي القي بظلاله عليها اتفاق تشكيل حكومة وحدة فلسطينية الذي انهي الاقتتال بين حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وحركة فتح ولكنه خيم بظلال من الشك علي مستقبل السلام مع اسرائيل. وقالت رايس بعد محادثات استمرت اكثر من ساعتين مع اولمرت وعباس "اكدنا نحن الثلاثة التزامنا بحل يقوم علي قيام دولتين واتفقنا علي انه لا يمكن ان تولد دولة فلسطينية من العنف والارهاب". واضافت ان الزعيمين "اعادا تأكيد قبولهما لاتفاقات والتزامات سابقة بما في ذلك خطة خارطة الطريق واوضحت انهما سيجتمعان عما قريب. ولم تذكر رايس موعدا محددا ولكنها قالت انها تتوقع العودة الي المنطقة قريبا، ومضت تقول ان اولمرت وعباس بحثا الاتفاق الذي وقعه الرئيس الفلسطيني مع حماس لتشكيل حكومة وحدة وهو اتفاق لم يصل الي حد تنفيذ المطالب الدولية بشأن السياسة تجاه اسرائيل مما يشير الي ان الولاياتالمتحدة تحاول الضغط علي السلطة الفلسطينية من الآن للتأثير علي تشكيلة الحكومة المقبلة. قال اولمرت انه اتفق مع الرئيس الامريكي جورج بوش علي مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية التي لم تتشكل بعد اذا لم تف حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بشروط المجموعة الرباعية للوساطة في الشرق الاوسط بنبذ العنف والاعتراف بإسرائيل والالتزام باتفاقات السلام المؤقتة. ولم تتناول رايس هذه المسألة في التصريحات المقتضبة التي ألقتها بعد الاجتماع ولكنها اشارت الي ان موقف المجموعة الرباعية هو ضرورة تنفيذ تلك الشروط. وتتألف المجموعة الرباعية من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة. وساعد اتفاق تشكيل حكومة وحدة وطنية الذي تم التوصل اليه في مدينة مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية هذا الشهر في انهاء الاقتتال بين فتح وحماس والذي اسفر عن سقوط 90 قتيلا. ومن شأن مقاطعة الولاياتالمتحدة للحكومة الحيلولة دون استئناف المساعدات المباشرة من الجهات المانحة الغربية الي السلطة الفلسطينية والتي قطعت عنها بعد ان هزمت حماس حركة فتح التي يتزعمها عباس في الانتخابات التشريعية قبل عام. وتسعي الولاياتالمتحدة التي تعجز عن التقدم في العراق لاحراز تقدم علي المسار الدبلوماسي الاسرائيلي الفلسطيني. وقالت رايس انها تود ان يبدأ الجانبان في التحدث بشأن المسائل الصعبة مثل حدود دولة فلسطينية جديدة واللاجئين ووضع القدس.