تناولت وسائل الاعلام بالنقد والاستنكار ما حدث في جلسات مجلس الشعب المصري من مواقف عكستها عدسات المصورين مثل تصوير رئيس الوزراء وبعض الوزراء والسادة أعضاء المجلس الموقر وهم يقزقزون اللب والسوداني خلال مناقشات التعديلات الدستورية التي طالب بها السيد رئيس الجمهورية في خطاب موجه إلي مجلس الشعب ومجلس الشوري بتعديل 34 مادة من مواد الدستور الصادر عام 1971 من أجل زيادة وتعزيز دور البرلمان في مراقبة ومساءلة الحكومة، وأسلوب طرح الثقة بها، وإعطاء البرلمان حق تعديل بنود الموازنة العامة للدولة دون الحصول علي موافقة الحكومة، وضمان حد أدني لتمثيل المرأة في البرلمان، وتطوير المحليات، وتحقيق استقلال القضاء والغاء قانون الطوارئ واصدار قانون لمكافحة الإرهاب، وضمان تبني نظام انتخابي امثل يحقق زيادة فرص تمثيل مختلف الأحزاب في البرلمان، وتحقيق التلازم بين نصوص الدستور والأوضاع الاقتصادية المعاصرة بما يتيح حرية اختيار التوجه الاقتصادي للدولة في اطار من الحفاظ علي حرية النشاط الاقتصادي والعدالة الاجتماعية وكفالة حق الملكية بجميع اشكالها وحماية حقوق العمال، وزيادة دور مجلس الوزراء وتوسيع اختصاصاته. وقد تباينت الآراء حول ما سجلته عدسات المصورين لوقائع نوم بعض الوزراء وبعض الأعضاء، أو قزقزة اللب والسوداني، أو لقطات المشاجرات والتحرش اثناء المناقشات والخلافات في الرؤي والآراء فهناك من شجب وأدان واستنكر مثل هذه الوقائع والسلوكيات خاصة وأنها تعبر عن الاسترخاء وعدم الاكتراث بما يدور من مناقشات رغم الاهمية القصوي لما يتم مناقشته في المجلس الموقر. وهناك من رأي في تصرف وسلوكيات رئيس الوزراء والوزراء واعضاء المجلس النائمين أو المقزقزين أو المتشاجرين مسائل عادية وأنها تحدث في المؤتمرات والندوات حيث يتناول الحضور المشروبات وبعض المأكولات الخفيفة، وقد ينام البعض من الحضور إذا ماكان الحديث مملاً خالياً من الإثارة أو التشويق، كما أن خناقات أعضاء البرلمان تحدث في كافة برلمانات العالم في الدول المتقدمة وفي الدول النامية علي السواء ولكن وقائع النوم أو القزقزة لم تحدث في أي من تلك البرلمانات. وفي اعتقادي أن الذين كتبوا عن ماحدث في المجلس الموقر وصورته العدسات وما ترتب عليه من اصدار قرارات تنظيمية تقلل من تواجد الصحافة والاعلام داخل المجلس سوي لفترات زمنية قصيرة والمتابعة بعد ذلك من شرفة الصحافة قد فاتهم التحليل السيكولوجي لما حدث إذا مانظرنا إلي أن التعديلات الدستورية التي يجري مناقشتها تتضمن زيادة دور مجلس الوزراء وتوسيع اختصاصاته وهو ما يبعث علي الرضا والراحة النفسية لرئيس واعضاء مجلس الوزراء لحصولهم علي صلاحيات وسلطات أوسع مما يدعوهم إلي الزهو والاسترخاء ومن ثم القزقزة والتسالي ابتهاجاً بما سوف يتحقق لهم من التعديلات الدستورية. وبالمثل فإن اعضاء المجلس الموقر سوف تمنحهم التعديلات الدستورية دوراً اكبر في مراقبة الحكومة ومساءلتها وطرح الثقة فيها، وهو ما لم يحدث في تاريخ المجلس الموقر بالاضافة إلي سلطة جديدة للمجلس في تعديل الموازنة العامة بدون الحصول علي موافقة الحكومة، وهو أمر يدعو بلا شك إلي الرضا النفسي والاحساس بالذات والأهمية ومن ثم ينعكس ذلك في سلوكيات النوم أثناء الجلسات أو قزقزة اللب عند اليقظة، أما أولئك المتشاجرون فإنهم يدركون قبل غيرهم بأن العبرة ليست بالنصوص ولكن بالتطبيق العملي للعبارات الدستورية المنصوص عليها ومن ثم فإنهم متوترون برلمانياً ودستورياً أما غير المتوترين فهم يلوذون بالنوم علي أمل اليقظة بعد اقرار التعديلات.