قضية الاصلاح الشامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلي كل الاصعدة باتت من اهم واخطر الاولويات والتي لاتقبل التأجيل او التسويق فنحن في حاجة ماسة وضرورية لها.. إن الامر يحتاج لمجلس قوي للاصلاح برئاسة القيادة السياسية ويضم خيرة النوعيات والكفاءات وتكون قراراته حاسمة وواجبة التنفيذ وبقوة القانون. من يلقي نظرة فاحصة علي البلد سيجد التيارات والاتجاهات المتعددة وبلغة الكلام التكراري العقيم حتي اصبحنا نعايش الانهيارية ومازالت الاقلام تتباري في النقد وبالسلب والبعيد عن جوهر قضايانا. الحكومة غير مكتملة الاركان وحركتها بطيئة وتشعر بأن الوزراء مغيبون وغرباء علي مواقع المسئولية.. مجلس الشعب أقرب ما يكون لسوق عكاظ الاصوات العالية والهيصة والتراشق بالالفاظ والقذف بالاحذية في بعض الاحيان وطلبات الاحاطة اكوام والاستجوابات بالزوفة والاتجاهات غير واضحة والمصالح الشخصية مازالت سيدة المواقف. ومجلس الشوري برستيج اجتماعي لنوعيات محددة من البشر وغالبية اعضائه من رجال الاعمال واصحاب الكروش المنتفخة وبالطبع العديد من اهل الثقة ومازالت مسيرة المعاناة قائمة والوطن يخسر ونحن نتشدق بالكلام والثرثرة.. الإدارات المحلية مفسدة كبري ومصدر رئيسي للتلوث والضياع والاقاليم تعاني والمحافظون بعيدون عن جوهر الفكر الاصلاحي اللهم الا النادر منهم. وصحفنا مليانه بالحيل والفبركات الصحفية وتركز علي التصريحات الوردية ولدينا كتاب ورؤساء مجالس ادارات صحفية من اصحاب الملايين والشاليهات وربما اليخوت!! الإعلام يحبو نحو العالمية وحروب عصابات علي مواقعه المتقدمة.. وأجواؤنا الفضائية لاتخرج عن مكاسب تجارية ورنات ومازالت برامجنا بعيد عن الواقع الحقيقي ومشاكل رجل الشارع الكسيح التيارات الحزبية ضعيفة.. وعتيق.. المنشأ وبرامجها انشائية وتفتقد للتواجد الشرعي والمؤثر بين المواطنين.. وجماعات محذورة وغير شرعية والكل يتشدق بالحياة الحزبية والإصلاح والأمر كله مصالح وأهواء ونزوات ومازال المنظرون وكتاب المسلسلات يتظلمون ويهاجمون النظام وكل واحد عامل عنتر زمانه وبالطبع وهو جالس في التكييف المصري وامامه الكمبيوتر وسندوتشات التيك اواي.. ومازال الغلاء الفاحش الكاسر هو عنوان حياتنا.. المهازل الاجتماعية والسلوكية تضرب الوطن في مقتل الشباب في حالة ضياع والبطالة المخيفة تتزايد والزيادة السكانية بلا حدود ومشروعات التنمية تحتاج الي المليارات.. والقرارات الحكومية في الطرقات والمباني آيلة للسقوط والمواصلات مأساة يومية والمرور في اجازات القاذورات اكوام ولم تفلح الجهود الانشائية في حل مشكلة النظافة و التلوث يهدد البشر.. البلطجة اسلوب تعاملي.. الافتاءات الدينية والسياسية اصبحت سبوبة للعديد من نماذج البحث عن الدولار والفساد والفشل سمات بارزة في البنيان والميكروبات تهاجم الاجساد وبضراورة وننفق الملايين علي العلاج وبدون فائدة.. وهل سنظل نمارس اللفط اليومي والحركات الاستهلاكية لتسييس الرأي العام المحفط مرة بالمسلسلات الرمضانية ومرة بالافلام المساطيلي ومرة بالكرة وبرامج رياضية تبث طوال اليوم.. وحتي الحراك يأتينا علي فترات متباعد كالزلزال وبهزات طفيفة غير مؤثرة وتعود ريمة لعادتها القديمة. والسؤال هل دخلنا بالفعل مرحل اللاعودة.. مرحلة السواد ام اننا من فاقدي الوعي والابصار اننا نحتاج لجهود عملاقة ونوعيات مختارة وروح قتالية للخروج من المتناقضات الضخمة والمحيرة والتي تهدد الوطن.. نحن في حاجة لتغيير اصلاحي عملاق واعصاري القوة حتي يخرجنا من اجواء التوتر التصاعدي والذي جعل المواطن في اكتئاب وتوهان ودوخة!! البلد في محن وبلاوي ومصائب ولم يعد الكلام المعسول يفيدنا لسلبية مسيطرة علي العقول وكأننا نتنفس هواء مخلوطا بغبار المخدر الردئ. اساسيات الحياة مدمرة الزراعة والصناعة والصحة والتعليم والفن المشاكل والسلبيات لاحصر لها.. ونحن مازلنا نتفرج وبمزاجية اختلالية الفوارق الطبقية طبقت علي النفوس والآثار نهبت والبنوك سرقت والرشاوي بالعملة الصعبة واطفال الشوارع طوابير والارامل والعوانس بالملايين.. وما خفي كان اعظم.. هل نحن دولة ناهضة هل البيانات الحكومية صحيحة ام مفبركة هل الاقتصاد بخير ام سلامه هو اللي في خير هل لدينا حراك واصلاح ام انها موضة سائدة؟ نريد الحقيقة..