شهدت القاهرة أمس بعد صلاة الجمعة مظاهرة حاشدة بساحة المشهد الحسيني في منطقة الأزهر، للتنديد بأعمال الحفر التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي لهدم باب المغاربة المؤدي إلي المسجد الأقصي في القدس. وكان من المنتظر أن تبدأ المظاهرة من صحن الجامع الأزهر، لكن قوات الأمن منعت دخول المصلين إلي الجامع منذ الصباح الباكر تحسبا لوقوع أعمال عنف، وفي هذا الإطار تم إغلاق جميع الطرق المؤدية للجامع منذ مساء الخميس، ونتيجة لذلك لم يؤد الصلاة بالأزهر أمس سوي عدد محدود من المواطنين لا يتجاوز 300 شخص. واضطر المواطنون الذين توجهوا للصلاة والمشاركة في المظاهرة إلي التحرك نحو المساجد المجاورة، وبدت ساحة الأزهر شبه خالية لأول مرة منذ زمن طويل. وقال شهود عيان من تجار المنطقة، إن الشوارع المحيطة بالأزهر تحولت منذ مساء الخميس إلي ما يشبه ثكنة عسكرية بسبب التواجد الأمني الكثيف وتوقفت حركة البيع والشراء تماما، وقال رجال الشرطة للمصلين إن الجامع به أعمال ترميم. وحاول بعض المواطنين اقتحام السياج الأمني لدخول الأزهر، لكن رجال الأمن منعوهم وعلي إثر ذلك تم إلقاء القبض علي 6 أشخاص وسقط القيادي الإخواني محمد عبدالقدوس مغشيا عليه قبل الصلاة بسبب التزاحم أمام بوابة الجامع أثناء محاولته الدخول.. واضطر المواطنون إلي الهروب بمظاهرتهم إلي ساحة الحسين، حيث تجمعوا هناك وهتفوا ضد الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة علي الحرم القدسي، وحمل بعض المتظاهرين لافتات تقول "لا لهدم الأقصي.. لا للصمت.. لا للمحاكمات العسكرية" في إشارة إلي تحويل ملف محاكمة بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين المتهمين بغسيل الأموال إلي القضاء العسكري. في سياق آخر غادر القاهرة صباح أمس شالون كوهين سفير إسرائيل لدي مصر متجها إلي تل أبيب في زيارة قصيرة، ورفض كوهين الإدلاء بأي تصريحات صحفية قبيل سفره. كانت الخارجية المصرية قد استدعت كوهين وأبلغته غضبها الشديد مما تقوم به السلطات الإسرائيلية من حفر وهدم في محيط باب المغاربة، وطلبت منه نقل تحذيراتها للحكومة الإسرائيلية من مغبة القيام بأي أعمال تهدد الحرم القدسي. وفي سياق متصل قررت لجنة الشئون العربية بالبرلمان خلال اجتماع طارئ أمس برئاسة سعد الجمال تقديم شكوي عاجلة لمنظمة اليونسكو تطلب فيها حماية المسجد الأقصي من الاعتداءات الإسرائيلية، ودعت الدول العربية إلي الوقوف بجوار الشعب الفلسطيني في محنته، واتخاذ موقف رادع ضد العبث بالمقدسات الدينية. وفي الأرض المحتلة ووسط أجواء مشحونة بالتوتر، اندلعت أمس صدامات عنيفة بين مصلين فلسطينيين وشرطة الاحتلال الإسرائيلي في محيط ساحة المسجد الأقصي بالقدس عقب صلاة الجمعة. والقت شرطة الاحتلال قنابل صوتية باتجاه المصلين الذين كانوا يستعدون للتظاهر عقب صلاة الجمعة، كما اندلعت مواجهات في العديد من مداخل مدينة القدس "البلدة القديمة" بعدما رفضت سلطات الاحتلال الاستجابة لمطالب الفلسطينيين والمجتمع الدولي بوقف عمليات الهدم والتهديد للحرم القدسي الشريف. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" تعسف سلطات الاحتلال التي تقوم بحفريات في القدس داعيا شعبه للوقوف صفا واحدا ضد هذه الإجراءات. وفي تطور آخر ناشدت المجموعة العربية في الأممالمتحدة مجلس الأمن الدولي التدخل لوقف أعمال الحفر الإسرائيلية قرب المسجد الأقصي في القدس، ففي اجتماع للمجموعة العربية اتفق الأعضاء علي إرسال رسالة إلي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمناقشة المسألة بدءا من الاجتماع الشهري للمجلس بشأن الشرق الأوسط يوم الثلاثاء القادم. وجاء في بيان للسفراء العرب أن المجموعة تستنكر تصعيد سلطة الاحتلال الإسرائيلي لعدوانها علي الأوقاف الإسلامية في القدسالشرقيةالمحتلة.