الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر يتعرض لحملة شعواء من إسرائيل بسبب اتهامه بأتباع سياسة فصل عنصري ضد الفلسطنيين والذي أوصي بفتح باب التفاوض بين اسرائيل وسورية وهو اجراء يحتضنه بحرارة جيمس بيكر، وزير الخارجية السابق، منذ سنين. ان بيكر هو وزير خارجية سابق فقط ، لكن من مِن قبل اسرائيل الرسمية يرد علي لائحة اتهام أشد، نادرة جدا في شدة اسلوبها، ليس مؤلفها سوي الرئيس السابق، جيمي كارتر؟ اسم لائحة الاتهام هذه، التي صدرت أخيرا في صورة كتاب هو: فلسطين سلام، وليس تمييزا عنصريا ، يعلو كتاب كارتر هذا في هذه الايام الي ذروة قائمة الكتب الكثيرة البيع في صحيفة نيويورك تايمز ومؤلفه، كما هي العادة في امريكا، يقوم بحملات تقديم لبيع كتابه، مع توجيه تهم شديدة جدا الي دولة اسرائيل. ليس عرضا ان اختار كارتر اسما جد مستفز لكتابه هذا، مع ذكر الطريقة المقلقلة التي زالت من العالم في جنوب افريقية: التمييز العنصري ، وجعلها لقبا يرادف اسرائيل. انه يريد اثارة جدل في سياسة تأييد ادارات الولاياتالمتحدة لاسرائيل وهو يحظي بنجاح كبير جدا، اذا ما حكمنا علي حسب الاصداء الواسعة التي يحظي بها كتابه من الشاطئ الي الشاطئ. لان الرئيس بوش وهو ما يزال يرفض الي الان توصيات لجنة بيكر هملتون، ما اتصلت مباشرة باسرائيل، فان تهم كارتر تحظي بانتشار عظيم. يحظي كتاب كارتر بالردود. أحدها هو رد البروفيسور كينت ستاين، الذي كان من مستشاري الرئيس كارتر زمن ولايته لكنه الان استقال من ولاية زميل في مركز كارتر في اطلنطا، محتجا علي مضمون الكتاب. يزعم البروفيسور ستاين وهو من افراد جامعة أموري في اطلنطا، زعما يضاد احادية سيده في الماضي، ويزعم في رسالة استقالته من مركز كارتر انه لا يوجد للرئيس السابق امتياز خاص ليكتب التاريخ أو ليبتدعه. يتهم الدبلوماسي السابق، دنيس روس، كارتر بسرقة أدبية للخرائط التي خطها هو وفي النهاية، من مثل كارتر مفوض في كل ما يتصل بوضع انعدام السلام في منطقتنا: فبتوسطه تم احراز اتفاق السلام الاول بين اسرائيل ومصر، وحصل لذلك علي جائزة نوبل للسلام. ولكن ايوجد من يواجه ويجادل لائحة الاتهام هذه، من قبل الطيار المركزي في اسرائيل؟ من اُرسل الي الميدان؟ من يقفز الي المنتديات ويرفض بفصاحة بالانجليزية لائحة الاتهام لاسرائيل؟ وعلي العموم، من يتحدث باسم ذلك الطيار المركزي الذي يجمع في الاصل بين كديما و العمل و الليكود ويجادل المضمون الاتهامي الذي ألفه كارتر؟ قد يوجد مكان للخوف، من ان اسرائيل قد تخسر في المعركة مع كارتر وكتابه. لا يشحذ أحد هنا سيفه ولسانه. فإما ان نوافق علي جزم ان اسرائيل دولة تمييز عنصري، او ان نواجهه. لا توجد طرق اخري.