مرت المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية بمراحل مختلفة بدأت بخطة جيمس بيكر للسلام عام 1989 التى أرست لمبدأ إجراء أول حوار فلسطينى- إسرائيلى مباشر، بعدما كانت مصر هى الوسيط العربى الوحيد خلال مبادرات شامير وعرفات عام 1988. وإذا كان من الممكن مجازا اعتبار بيكر، وزير الخارجية الأمريكى آنذاك، أول مبعوث أمريكى للوساطة فى المحادثات غير المباشرة بين طرفى الصراع، فقد استحدث الرؤساء الأمريكيون بعد جورج بوش الأب (راعى مدريد) منصبا خاصاً ل«موفد السلام فى الشرق الأوسط»، كان أشهرهم دينيس روس، المبعوث الخاص للرئيس الأسبق بيل كلينتون (راعى أوسلو)، والجنرال جون فريزر، موفد الرئيس السابق جورج بوش (راعى أنابوليس)، أما أحدثهم فهو الموفد الحالى جورج ميتشل. تمخضت خطة بيكر وزيارته ال8 الاستكشافية للمنطقة عن عقد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991. بعد ذلك مرت المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية بمراحلها السرية ثم المباشرة التى أسفرت عن توقيع أول اتفاقية رسمية فى «أوسلو» 1993 ثم «أوسلو» 1995، مرورا ب «واى ريفر» 1998، ووصولا إلى «أنابوليس» 2007. وانتهت أوسلو زمنيا عام 1999، بعدما دشنت لحقبة التفاوض السياسى المتقطع، وبقى منها 37 ملفا مفتوحا من قضايا الوضع الانتقالى دون حل، فى حين لم يتمكن المفاوضون من إنجاز أى من قضايا الوضع النهائى الأربع (القدس- عودة اللاجئين- حدود الدولة- الاستيطان). وردا على مقولة إن المفاوضات لم تسفر عن جديد طوال ال 17 عاماً الماضية، قال د. سمير غطاس إنه رغم قناعته بأن المفاوضين لم يعد لديهم جديد لاستنفادهم جميع الأوراق، فإنه «ليس صحيحا أن الفلسطينيين تفاوضوا طوال 17 عاما»، موضحا أن إجمالى مدة المفاوضات المباشرة لم يتجاوز بضع سنوات، هى بالأرقام المسجلة 5 سنوات فى أوسلو، من (94 – 99) تخللها الكثير من التوترات، بما يقلص مدة تفاوضها الفعلية على عامين فقط. يضاف إليهما 14 يوماً عام 2000 فى مفاوضات كامب ديفيد، وأقل من سنة بدأت أول 2008 إلى سبتمبر 2009 بعد مؤتمر أنابوليس. وعدا ذلك أفضت الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة إلى الانتفاضة الثانية، التى تجمدت على إثرها المفاوضات أكثر مما استؤنفت.