استعرض الكاتب ملامح المشروع الأمريكي الجديد للشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به وزيرة الخارجية كونداليزا رايس والمثير أن هذا المشروع يعود لفرض إسرائيل كدولة عادية داخل الشرق الأوسط في ظل عدوانها علي لبنان وردود الفعل العربية الغاضبة حيث أصبح العالم العربي بين المطرقة والسندان في ظل إصرار أمريكا علي مواصلة الحرب علي من أسمتهم المتطرفين في المنطقة وهو ما جعل الحديث يعود عن سايكس بيكو جديدة في المنطقة وهو ما أوردته صحيفة القوات المسلحة الأمريكية تحت عنوان حدود الدم يؤكد علي النوايا الأمريكية لتقسيم المنطقة. في تقديري يبقي الفشل حليف هذا المشروع أكثر من أي حظ معدم للنجاح وها هي بعض لا كل المبررات التي يضيق المسطح عن تناولها : نقول بداية إن الولاياتالمتحدة بلد مصاب بمرض النسيان وانه في طريقه لان يصاب بزهايمر ينسيه أخطاءه القاتلة بسرعة مفزعة فرغم الفشل الذريع الذي أصاب الشرق الأوسط الكبير ها هو يحاول إعادة الكرة ثانية ومن خلال آليات تدعو المردة إلي الاستيقاظ من سباتها فهو يختار توقيت الإعلان علي جثث المئات من الضحايا العرب والآلاف من المشردين والنازحين وهو يسعي لإعلان مشروعه في منطقة نزاع شائك وبعنجهية وغطرسة لا مثيل لهما يرفض الحديث إلي محوري الارتكاز الحقيقيين في ألازمة أي سوريا وإيران وهو ما يقره ريتشارد هاس الذي ترأس تخطيط العمليات في وزارة الخارجية خلال الفترة الرئاسية الأولي للرئيس بوش بقوله " إننا نري الشرق الأوسط يدخل الآن عهدا جديدا تلعب فيه القوي الخارجية دورا اقل في الوقت الذي سيحظي فيه اللاعبون المحليون كدول أو ميليشيات أو أفراد بدور اكبر . ثانيا وكما عودتنا إدارة بوش إنها تسعي لأهداف تخدم وجودها وتكرس حضورها وهي المصابة بأنيميا شعبية حادة وفقر في الدم الأمريكي يهدد الأغلبية الجمهورية المسيطرة علي الكونجرس الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي المقبل وعليه فهي تسعي لتحقق أي مكاسب ولو علي أشلاء العرب وجثث أطفالهم وشيوخهم حتي تضمن الولاءات الإسرائيلية في الشهور القليلة المتبقية غير أن النتائج وعلي الدوام كانت تأتي عكسية . ثالثا تأبي الشعوب العربية بمسلميها ومسيحييها أن تتيح للولايات المتحدة ومن لف لفها إعادة تكرار مشاهد الفتنة التي طالما تذرع بها الاستعمار الغربي والإسرائيلي في محاولة منه للتفرقة حتي يسود فالجماهير العربية والأسلامية من المحيط للخليج ترفض رفضا واعيا ما يحاك لها في الظلام . رابعا وهو الأهم في توقع أسباب فشل الشرق الأوسط الجديد حتي الساعة هو أن الرهان علي سقوط مقاومة حزب الله في سهولة ويسر قد ذهب أدراج الرياح وحتي لا نتهم من قبل الليبراليين العرب الجدد بأننا من أصحاب الأصوات الزاعقة واللافتات الفاقعة نقول نعم حزب الله ليس في قوة إسرائيل وتسليح جيش الهجوم الإسرائيلي ولم يفكر حزب الله يوما أن يغزو تل أبيب وان الآلة العسكرية الإسرائيلية قادرة علي دك مخابئه غير أن القراءة الواقعية تؤكد علي نجاحه في الصمود والتحدي وعدم كسر أرادته مما أعطب المشروع الصهيوني الأخير وهو ما أفضي برئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس لان يسقط مغشيا عليه عند إطلاق صاروخ خيبر علي العفولة. ومرة أخري نقول ونكرر أن إرادة المقاومة رغم قنابل الأعماق الأمريكية المهداة لإسرائيل لم تكسر وهذا هو الانتصار الحقيقي في وجه البطش الأعمي . هل من فرصة بعد؟ ويبقي في المشهد قبل الانصراف التوقف أمام احد واهم الأصوات التي تدعو إلي العقلانية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبخاصة تجاه الأفكار والمشروعات الهيولية الأمريكية صوت البروفيسور جون أل اسبيزتو الأستاذ بجامعة جورح تاون الكاثوليكية في واشنطن ومؤسس مركز التفاهم المسيحي الإسلامي والذي كتب تحت عنوان لبنان والاختبار الأخير لمصداقية بوش " إن الرئيس بوش وجد نفسه مواجها لتركة كبيرة تشمل بين ما تشمل تنامي واتساع دائرة العداء للولايات المتحدةالأمريكية سواء بين أصدقائها أم أعدائها علي حد سواء وفي الوقت ذاته فان من المتوقع أن تقوي شوكة الإرهاب الدولي ويتسع مداها بدلا أن تتضاءل وقد منحت الأزمة والتطورات الأخيرة إدارة بوش فرصة لا تعوض بثمن يمكن له استغلاله لأقصي حد ممكن في نشر الديمقراطية والترويج لعملية سلام الشرق الأوسط إذا عملت بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع الدولي ومنظماته كالأمم المتحدة ووقفت في مقدمة الداعين للوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار والتفاوض بين الأطراف المتنازعة علي حل سلمي للنزاع فضلا عن أهمية تصدرها للدول المتبرعة والمانحة لإعادة الإعمار في لبنان وغزة بعد وقف القتال وحتي لا تتهم واشنطن بالكيل بمكيالين فلا بد لها من أن تردف القول بالفعل والعمل والشعارات بالمواقف وألا تكون هناك استشارات في سياساتها سواء للعرب أم لإسرائيل لكن ما ابعد الافتراض والحلول النظرية عن الحقيقة وكم هو مؤسف أن اختارت إدارة بوش بكامل طوعها وأرادتها أن تكون جزءا من المشكلة وليس علاجها . هل يمكن في أعقاب هذا الحديث وجود أدني احتمالية لنجاحات أمريكية جديدة أو عتيقة؟