مؤتمر روما المقرر عقده غدا الاربعاء بخصوص الاوضاع المشتعلة في لبنان هو اعتراف بالاطماع الاستعمارية الامريكية وتكريس للهيمنة الاسرائيلية من خلال تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يمنح اسرائيل السيادة والهيمنة علي دول المنطقة، والظاهر الذي تعلنه الدول التي ستشارك في الاجتماع وهي لبنان وفرنسا وبريطانيا ومصر والسعودية والاردن والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي انها تسعي لتنفيذ القرار 1559 الذي يتعلق بنزع سلاح حزب الله وتمكين الدولة اللبنانية من فرض سيطرتها علي الجنوب. وقد بشرت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس بتلك الحقيقة وقالت ان لبنان يمر بآلام المخاض لولادة شرق اوسط جديد.. ورغم انها اعلنت في مقابلة مع البطريرك صفير انها تصلي من اجل الشعب اللبناني الا انها في نفس الوقت تعلن رفضها للدعوات المطالبة بوقف الحرب فورا لان وقف الحرب الآن في رأيها سوف يعيد الاوضاع الي ما كانت عليه في الماضي اي قبل ان تشن اسرائيل هذه الحرب الهمجية التي تستهدف تدمير لبنان وتجويع اللبنانيين والرجوع باقتصادهم الي الوراء عشرات السنين. وهذا الشرق الاوسط الذي يتحالف الاقطاب الثلاثة الآن من اجل تنفيذه "بوش رايس اولمرت" يجب ان نتصدي له بكل حزم وان نقول بأعلي صوتنا لا مرحبا بهذا الشرق الاوسط الجديد الذي يريدونه والذي ستكون الشعوب العربية في ظله مجرد عبيد لدي السادة الامريكان والصهاينة ويجب ايضا ان نقول لكل هؤلاء لئن نجحتم في اقامة هذا الشرق الاوسط فبطن الارض خير من ظهرها. وليس غريبا في اطار الشرق الاوسط الجديد ان تعتبر رايس المقاومة اللبنانية عنفا وارهابا يجب القضاء عليه اما البربرية الاسرائيلية فهي دفاع عن النفس يجب ان تدعم اسرائيل وتساند من جانب دول العالم والمجتمع الدولي من اجله وبذلك اصبح الجاني هو الضحية وذلك ليس جديدا علي امريكا وسياستها في المنطقة فإسرائيل في منظور السياسة الامريكية ضحية في كل الاحوال ولذلك تستخدم الولاياتالمتحدة الفيتو في مجلس الامن لوقف اي قرار يحول دون تحقيق اهدافها ومصالحها ونحن لا ننتظر تغيرا في تلك السياسة التي تحقق المصالح الامريكية لكن ما ننتظره هو ان نتغير نحن وان ننظر الي الامور بمنظار المصلحة العربية والامن القومي العربي التي باتت تحيط به المخاطر والتحديات من كل جانب ويجب ان نعمل علي مواجهة الخطر الذي يتهدد المنطقة العربية خاصة الاطماع الامريكية والاسرائيلية التي لن تتحقق الا من خلال تقطيع اوصال الدول العربية والقضاء علي روح المقاومة في نفوس العرب وتكريس روح الخضوع والاذعان، ان مؤتمر روما ليس من اجل عيون الشعب اللبناني او الشعوب العربية وانما من اجل تكريس الاطماع الامريكية والهيمنة الاسرائيلية واحداث فجوة بين الانظمة العربية وبين حركات المقاومة التي هي في النهاية رصيد للانظمة نفسها لانها تدافع عن العرض والشرف والكرامة واذا تم القضاء عليها فسوف يتفرغ الامريكان والصهاينة لاسقاط الانظمة التي لن يختلف مصيرها عن مصير ملوك الطوائف في الاندلس والتي اذا سقطت لن يبكي عليها احد اذا لم تتدارك نفسها وتعيد ترتيب حساباتها وتعمل من اجل مصالح الشعوب لا من اجل الكراسي الزائلة سواء علي ايدي الامريكان او غيرهم فلا دوام لغير الله. والسؤال الي متي سنظل نستدرج من جانب الامريكان والصهاينة؟ العراق ضاع والسودان تم تقطيع اوصاله ولبنان تم تدميره وسوريا الدور قادم عليها والصومال تعبث به الاصابع الامريكية وتدفع به الي مواجهة لا هدف لها مع اثيوبيا، وموريتانيا اصبحت مطية للصهاينة فماذا بقي من امة العرب؟ واذا كانت مصر والسعودية والاردن تؤيد العدوان علي شعب لبنان بحجة القضاء علي الارهاب فأين هذه الدول من التدمير المقصود والمتعمد للبنية الاساسية في لبنان وقتل المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ؟ اين الارادة العربية واين النخوة والشهامة التي تحتم علينا ان نسارع لنجدة الملهوف واغاثة المنكوب ونصرة المظلوم وصد المعتدي؟ وهل يصل جبننا لدرجة تجعل الجامعة العربية عاجزة عن عقد قمة طارئة بخصوص ما يجري في لبنان؟