بينما تضاربت الأنباء حول قرب التوصل إلي قرار يقضي بوقف إطلاق النار صعّدت إسرائيل أمس عدوانها علي لبنان في محاولة لإحراز أي إنجاز عسكري علي الأرض قبل التوصل إلي قرار لوقف الحرب، وشنت الطائرات الحربية صباح أمس 250 غارة جديدة فيما أطلقت المدفعية أربعة آلاف قذيفة علي المناطق الممتدة من الناقورة وحتي مزارع شبعا في أكثر أيام القصف جنونا ووحشية منذ بدء الحرب فيما نجح مقاتلو حزب الله في إفشال محاولتي إنزال إسرائيليتين في مدينة صور وقصف حيفا وعكا بالصواريخ.. وأعلن حزب الله مقتل جندي إسرائيلي وجرح ثلاثة آخرين في عملية إنزال فاشلة بمدينة صور وقالت مصادر أمنية لبنانية إن مروحية قامت بعملية إبرار لوحدتي كوماندوز إسرائيليتين في بستان للحمضيات حيث اشتبكت مع مقاتلي حزب الله وغادرت بعد ثلاث ساعات.. وذكر مصدر بالحزب أن المقاتلين ألحقوا خسائر بالقوة المهاجمة فيمال قال الجيش الإسرائيلي إن أحد عناصره قتل في المعارك الدائرة جنوبي لبنان.. وأفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن 8 جنود جرحوا خلال عملية إنزال في صور بينهم ضابط إصابته خطيرة.. وفي تطور آخر قال مسعفون إن الهجوم الصاروخي علي حيفا أسفر عن إصابة 10 أشخاص وإصابة عدد من السيارات والمباني. وعلي صعيد جهود وقف إطلاق النار، وزعت فرنسا أمس صيغة مقترحة علي أعضاء مجلس الأمن غير أنه لا تزال هناك خلافات حادة مع أمريكا بشأن تفاصيل مشروع القرار.. ورغم اتفاق باريس وواشنطن وبريطانيا حول ضروة الدعوة لوقف القتال إلا أن المندوب الفرنسي لدي الأممالمتحدة جان مارك دولاس بلير قال إن التحرك لحل الخلافات سيتسغرق وقتا وهو ما أكده أيضا المندوب الأمريكي جون بولتون.. ويتركز جوهر الخلاف في أن فرنسا المرجح أن تقود قوات حفظ السلام بلبنان لن تخاطر بدفع جنودها دون التوصل إلي هدنة قابلة للاستمرار وإلي تسوية شاملة أما أمريكا التي لن تسهم بقوات فتريد إرسال تلك القوات بأسرع وقت قبل التوصل إلي الهدنة.. والنقطة الأخطر تتعلق بما إذا كان سيسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في جنوب لبنان لحين نشر القوات الدولية مثلما ترغب إسرائيل وتؤيده واشنطن أم سيتم إلزامها بسحب قواتها إلي ما وراء الخط الأزرق بمجرد الإعلان عن الهدنة المؤقتة.. وفي أكبر مظاهرة من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي نظم تحالف "أوقفوا الحرب" أمس مظاهرة حاشدة في ميدان هايد بارك في قلب لندن للمطالبة بوقف إطلاق النار وتوجه المتظاهرون إلي مقر السفارة الأمريكية ومقر رئاسة الحكومة البريطانية والبرلمان.. وقدرت بعض المصادر عدد المشاركين في المظاهرة بنحو 100 ألف. من جانبه أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط ديفيد وولسن أمس أن بلاده مصممة علي أن تضع وبشكل نهائي العنف الرهيب الذي استمر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية خلفها