لم يخفت صوت الصحافة الحرة في مصر رغم احتجاب عدد من الصحف المستقلة والحزبية أمس احتجاجا علي قانون حبس الصحفيين، وكان صوت الصحفيين عاليا ملأ سماء القاهرة بعد أن احتشد الصحفيون يتقدمهم مجلس نقابة الصحفيين أمام مقر البرلمان ظهر أمس للتنديد بالقانون وإعلان رفض الصحفيين والمثقفين وممثلي القوي السياسية والمجتمع المدني له ولموقف الحكومة الذي اعتبروه معاديا لحرية الصحافة وحرية التعبير. وبينما وصل عدد المحتشدين أمام مقر البرلمان إلي نحو 500 شخص ارتدي بعضهم كابات سوداء فوق رؤوسهم بدلا من الأوشمة وكتبوا عبارات ساخرة أبرزها تسقط الصحافة ولافتات أخري تقول "يحيا الفساد" عقد رؤساء تحرير الصحف التي بدأت الاحتجاب أو التي ستستكمله علي مدي الأسبوع الجاري مؤتمرا صحفيا عالميا بمقر النقابة أعلنوا خلاله إجراءاتهم القادمة لمواجهة الأزمة. وبينما احتجبت أمس صحف نهضة مصر والعالم اليوم والمصري اليوم والوفد والأحرار. اكد رؤساء التحرير تمسكهم باحترام تنفيذ الوعد الرئاسي بإلغاء الحبس في قضايا النشر والرأي، وانهم سوف يواصلون حملاتهم القوية ضد الفساد بالوثائق والمستندات مهما كانت النتائج التي قد تترتب علي ذلك من عقوبات سالبة للحرية، وهم علي ثقة من تأييد الرأي العام في مصر لهم ويعتزون بذلك. وحدد رؤساء التحرير في بيان لهم أمس اربعة مطالب رئيسية للمواجهة في مقدمتها العمل علي اسقاط التعديلات القانونية المريبة التي لا يستفيد من ورائها سوي الفساد والفاسدين. ودعوة الجمعية العمومية للانعقاد للبحث في تصعيد الاحتجاجات بما في ذلك جولة أخري من الاحتجاب تتضمن هذه المرة إضراباً للعاملين في الصحف القومية. ودعا رؤساء التحرير إلي استحداث اشكال ووسائل صحفية مبتكرة لكل صحيفة.. حسب ما تري للتعبير عن الغضب المستمر من التعديلات القانونية الأخيرة بما في ذلك الأشكال الجماعية والموحدة. وأوضح البيان أن هناك ضرورة ملحة للقاء رئيس الجمهورية لابداء وجهة نظرهم فيما جري من عدوان خطير علي حرية الصحافة، ويطالبونه باستخدام صلاحياته الدستورية في عدم التصديق علي هذا القانون المريب الذي يمثل انتهاكاً واضحاً للوعد الرئاسي واغتيالاً للصحافة في غضون ذلك أكد خبراء ومفكرون وسياسيون رفضهم القاطع لمشروع القانون الحكومي الذي وصفوه بالمشبوه واعلنوا تضامنهم مع الصحافة الحرة لمواجهة الفساد ورفض أي محاولات للمساس بحرية الصحافة الي تعد أولي خطوات الإصلاح السياسي، وأكدوا دعمهم الكامل للإجراءات الاحتجاجية للصحفيين وعلي رأسهم موقف الاحتجاب الذي وصفوه بالايجابي والجريء. ومن جانبه وصف جلال عارف نقيب الصحفيين يوم أمس بانه يوم من أيام الحرية الذي تعتز به الصحافة بعد ان أعلنت الجماعة الصحفية توحدها بالكامل من أجل حرية الصحافة ورفض قانون يعطي الحصانة للفساد مشيرا إلي ان الصحافة لا تملك امتيازا خاصا وان النقابة بصدد تشكيل لجنة لمراجعة كل التشريعات التي تتعلق بالصحافة. بينما أكد مجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة المصري اليوم ان الصورة في مجلس الشعب لا تسبشر بالخير ووصف ما يحدث داخل المجلس بان هناك اصرارا علي تمرير القانون بشكل يثير الاستغراب. وأكد عبد الله السناوي رئيس تحرير جريدة العربي الناصري في لهجة غاضبة ان مشروع القانون الذي قدمته الحكومة التفاف علي وعد الرئيس وان الحكومة تريدها معركة لتكسير عظام الصحفيين.