نيافة الأنبا موسي أسقف الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية للانتماء دوائر متعددة تتسع شيئا فشيئا فتخلق من الإنسان إنسانا كونيا أي يتسع قلبه ليشمل الكون كله وهذه الدوائر تشمل الأسرة والطائفة والدين والبشرية. ويحتاج الإنسان الراغب في الانتماء إلي المقومات التالية: 1 الحب الإلهي: فلا انتماء بدون حب!! الحب هو المعبر إلي الآخر!! وهو وسيلة الاتحاد داخل الأسرة في الجماعة الدينية، والجماعة الوطنية، والبشرية عموما. الحب يعطي بسخاء، ويهب دون انتظار المقابل، ويصفح حتي عن الأعداء، ويتحد بالآخرين ويتواصل معهم في كل ظروف حياتهم "فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين" "رو 12:15". 2 الوعي: فلا انتماء بدون وعي.. الإنسان الواعي بذاته، وبالآخر وبالرب وبالوطن.. هو الإنسان القادر علي ممارسة الانتماء، نحتاج أن نتواصل علي كل المستويات داخل الأسرة والمسجد والكنسية والمجتمع.. نحتاج أن نتثقف وندرس كل تيارات الفكر المعاصر وظروف المجتمعات المختلفة وهموم الإنسان في كل مكان. 3 المرونة القوية: فالإنسان المنتمي سيحتك مع آخرين ربما لا يعيشون قيمه ومبادئه وإيمانه.. ولكنه لابد أن يتعامل معهم. إذن فلتكن لديه المرونة في الله، التي تمكنه من الإفراز والتمييز، في المواقف المختلفة وهكذا يسير مع الآخرين حينما يكون الاتجاه سليما ويرجع سائرا ضد التيار حينما يكون الاتجاه سقيما إنه كالسمكة الحية، القادرة علي اختيار الاتجاه الذي يروق لها سواء مع التيار أو ضده وليس كالحوت الميت الذي يسير مع التيار إلي أن يقذفه البحر إلي الشاطئ. 4 الإسهام الإيجابي: فالدين أبدا ما كان سلبيا يعزلنا عن حركة الحياة وتيارات المجتمع بل هو قوة ديناميكية قادرة علي التفاعل الخلاق، والعطاء الإيجابي، لهذا فالمتدين الحقيقي يتحرك تجاه أخوته في الوطن، بحب صادق، ويشترك في نشاطات المدرسة والكلية والاتحاد والنقابة والانتخابات والأحزاب. مقدما صورة طيبة ومؤثرة، للإنسان المتدين الصادق والمعطاء.