هيلاري كلينتون يمكن أن تكسب، نعم يمكنها ذلك. ماكين سيرشح نفسه كمستقل. آل جور يعود مجدداً، وكذلك كيري. "رومني" هو الرد المناسب علي "الحزب الجمهوري"، لكن ماذا عن "فيرست"؟ و"آلان".. و"إدوارد" أصبحا الآن جاهزين لخوض الانتخابات. "مارك وارنر" يستطيع أن يقوم بذلك أيضاً. ركز نظرك علي "أوباما"، ولا تستبعد "جيولياني". تتصاعد التكهنات بشكل غير مألوف حول من سيترشح، ومن سيفوز بالسباق الانتخابي علي منصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 2008، رغم أنه لا يزال أمامنا أكثر من عامين علي تلك الانتخابات. لكن الملاحظ أن هذه التكهنات تتجاهل قاعدة جوهرية من قواعد اللعبة السياسية للانتخابات الرئاسية. والدافع لهذه التكهنات يعود إلي أسباب أولها أن هذه هي الولاية الرئاسية الثانية لبوش ولن يحق له الترشح بعدها، وبالتالي فالأشخاص الموضوعون علي رأس القائمة الانتخابية للحزبين لديهم فرصة متساوية في الفوز. ولو صدقنا ما قاله كل من ديك تشيني وآل جور عن نواياهما، فإن الانتخابات القادمة ستكون هي أول انتخابات لا يترشح فيها نائب الرئيس الحالي أو السابق لمنصب رئيس الجمهورية منذ انتخابات عام 1952. أما السبب الثاني فهو أن الناخبين في استطلاعات الرأي المتتالية، يعبرون عن قلقهم إزاء جملة من القضايا تشمل الإرهاب، والحرب في العراق، وأسعار النفط، والبيئة، والرعاية الصحية، والاقتصاد... وهذا المستوي من القلق تحول إلي صيحة جماعية تطالب بالمساعدة، وتتجاوز الحزب والخطوط الاقتصادية والجغرافية. في التجمعات الكبيرة والصغيرة، وفي الولايات الجمهورية والديمقراطية، ومن الجمهوريين التقليديين كذلك من الديمقراطيين الشعبويين، ومن تجار الشوارع الرئيسية إلي مرشدي الصيادين، ومن الأكاديميين إلي حراس الغابات... كان هناك سؤال واحد يتردد علي الألسنة هو: من سيكون رئيسنا التالي؟ وكانت إجابتي الدائمة علي ذلك: لا أعرف لأن الوقت لا يزال مبكراً. هذه الإجابة لم تكن ترضي هؤلاء بالطبع، فينتقلون منها إلي الحديث عن هيلاري كلينتون، وهل يمكن أن تفوز بترشيح حزبها للانتخابات... وهل يمكن أن تنتخب كرئيسة، وهل يمكن أن تحكم أمريكا امرأة؟ بالطبع كنت امتنع عن إعطاء إجابات ولكني كنت أذكر سائلي بأن آل كلينتون لديهم من الوسائل ما يمكنهم من التغلب علي التقاليد السائدة. السؤال الذي كان يلي ذلك هو: هل سيقوم الجمهوريون المحافظون باختيار "ماكين"؟ إجابتي كانت هي لا أعرف، ولكن الكثيرين منهم يعتقدون أنه المرشح المفضل الذي سيمكنهم من البقاء في البيت الأبيض. باعتباري من المهتمين باللعبة السياسية لانتخابات الرئاسة، وبصفتي صحفياً فإن هذا الاهتمام السابق لأوانه يسعدني، وأتمني أن يستمر حتي الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر 2008. أما في الوقت الراهن فإنني اعتمد علي نظرية من نظريات السياسة يطلق عليها "غير المتوقع هو الذي قد يحدث"، كنت قد استعرتها من مراقب سابق للحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية أصبح غير معروف الآن. تقوم هذه النظرية علي أن الاحتمالات الواقعية أكثر عددا من مطبات تخفيف السرعة الموجودة علي الطريق إلي البيت الأبيض. فهناك أشياء يمكن أن تحدث وتؤثر علي نتيجة تلك الانتخابات منها: وقوع هجوم إرهابي جديد في البلاد، تحسن وضع أمريكا في حرب العراق أو تدهوره، تطوير إيران لسلاح نووي، وقوع باكستان فريسة لغضب الإسلاميين، ارتفاع أسعار البترول إلي ما فوق حاجز 100 دولار للبرميل، حدوث كارثة مثل إعصار كاترينا، انتشار أنفلونزا الطيور عبر حدودنا، حل موضوع الهجرة، أو اندلاع أعمال شعب، انفجار الفقاعة العقارية، سيطرة الصين بقوة علي عملتنا، مرض أحد المرشحين أو تعرضه لمتاعب من نوع ما... إلخ. ربما لا يحدث أي شيء من ذلك، بل يحدث شيء آخر كأن يصبح كل شيء جميلاً في هذا العالم، فهذا أيضا سيكون له تأثير علي الانتخابات. قد تكون تلك الأمور كلها غير واقعية، وخصوصاً أن يصبح كل شيء جميلاً في العالم، ولكن كل ذلك يظل مندرجاً في إطار نظرية "غير المتوقع قد يحدث"، ومن الأفضل والحال هكذا أن نضع تلك الاحتمالات وتلك النظرية في حسباننا عندما نقوم الآن بالجدل حول من هو المرشح المؤهل أكثر من غيره للتعامل مع هذه الأمور خلال الولاية الرئاسية القادمة!